(ص ٤١٦ ط منشأة المعارف بالإسكندرية) قال :
فأما أبو عمرو بن العلاء فقد قرأ على ابن كثير وأمثاله وعلى مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة ، وهؤلاء كلهم قرأوا على ابن عباس. وقرأ أبو عمرو أيضا على يحيى ابن النعمان ، وقرأ ابن النعمان على أبي الأسود الدؤلي ، وقرأ أبو الأسود على علي رضياللهعنه (١).
__________________
(١) قال الفاضل المعاصر منّاع خليل القطان مدير المعهد العالي للقضاء بالرياض في كتابه «مباحث في علوم القرآن» (ص ١٠ ط مؤسسة الرسالة في بيروت سنة ٦؟؟؟ ١) :
روى مسلم ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : ولا تكتبوا عني ، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه ، وحدثوا عني ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
ولئن كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أذن لبعض صحابته بعد ذلك في كتابة الحديث فإن ما يتصل بالقرآن ظل يعتمد على الرواية بالتلقين في عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وفي خلافة أبي بكر وعمر رضياللهعنهما.
جاءت خلافة عثمان رضياللهعنه ، واقتضت الدواعي التي سنذكرها فيما بعد إلى جمع المسلمين على مصحف واحد ، فتم ذلك ، وسمى بالمصحف الإمام ، وأرسلت نسخ منه إلى الأمصار ، وسميت كتابته بالرسم العثماني ، نسبة إليه ، ويعتبر هذا بداية لعلم رسم القرآن.
ثم كانت خلافة علي رضياللهعنه ، فوضع أبو الأسود الدؤلي بأمر منه قواعد النحو ، صيانة لسلامة النطق ، وضبطا للقرآن الكريم ، ويعتبر هذا كذلك بداية لعلم إعراب القرآن.
وقال أيضا في ص ١٥٠ :
وكانت المصاحف العثمانية خالية من النقط والشكل ، اعتمادا على السليقة العربية السليمة التي لا تحتاج إلى الشكل بالحركات ولا إلى الإعجام بالنقط ، فلما تطرق إلى اللسان العربي الفساد بكثرة الاختلاط أحس أولو الأمر بضرورة تحسين كتابة المصحف