__________________
ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير وينبئني أني غير ملاقيك اللهم فلا تعده بعدي حتى تريه مثل ما أريتني وتسخط عليه كما سخطت علي ، فيموت الآخر فيجمع الله بين أرواحهما فيقال : ليثن كل واحد منكما على صاحبه ، فيقول كل لصاحبه : بئس الأخ وبئس الصاحب وبئس الخليل.
وفي تفسير قوله تعالى : (وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً) ، يروي لنا البغوي ما قاله علي في تفسير هذه الآية فيقول : إن الإيمان يبدو لمظة بيضاء في القلب ، فكلما ازداد الإيمان ازداد ذلك البياض حتى يبيض القلب كله ، وإن النفاق يبدو لمظة سوداء في القلب فكلما ازداد النفاق ازداد بذلك السواد ، حتى يسود القلب كله ، وأيم الله لو شققتم عن قلب مؤمن لوجدتموه أبيض ولو شققتم عن قلب منافق لوجدتموه أسود.
وفي تفسير قوله تعالى : (وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ، يروي لنا الواحدي أيضا تفسير علي لهذه الآية بقوله وقال علي رضياللهعنه : تمام النعمة : الموت على الإسلام ، وعنه أيضا : النعم ست : الإسلام والقرآن ومحمد عليهالسلام والستر والعافية والغنى عما في أيدي الناس.
وهكذا نجد آراء وأفكار علي التفسيرية أكثر دورانا في كتب التفسير المختلفة عن غيرها من آراء السلف الصالح من الصحابة والتابعين وغيرهم.
وإنه لجدير بنا أن نشير إلى أنه على الرغم من أن هناك كتابات متعددة عن بعض جوانب علي بن أبي طالب ، إلا أن الجانب التفسيري لم ينل حظا حتى الآن من هذه الدراسات المتعددة ، إذ لم يطرق من قبل بالدراسة لا من قريب ولا من بعيد. وفي ظني أننا نستطيع بعد البحث والتنقيب في كتب التراث المختلفة وبخاصة كتب التفسير أن نخرج بتفسير لعلي بن أبي طالب له قيمته وأهميته في المكتبة العربية والإسلامية.
وقال الدكتور دوايت. رونلدسن في «عقيدة الشيعة» تعريب ع. م. (ص ٦٣ ط مؤسسة المفيد ـ بيروت) :
وتؤكد بعض الروايات أنه كان عند علي نسخة من القرآن جمعها ورتبها بنفسه