__________________
أساسا الاثنا عشرية والإسماعيلية قالوا : وما كان في الدين والإسلام أمر أهم من تعيين الإمام حتى تكون مفارقته (النبي) الدنيا على فراغ قلب من أمر الأمة ، وإنما بعث لرفع الخلاف وتقرير الوفاق ، فلا يجوز أن يفارق الأمة ويتركهم هملا يرى كل واحد منهم رأيا ويسلك كل واحد منهم طريقا لا يوافقه في ذلك غيره ، بل يجب أن يعين شخصا هو المرجوع إليه وينص على واحد هو الموثوق به والمعول عليه ، وقد عين عليا في مواضع تعريضا وفي مواضع تصريحا.
ويلخص الشهرستاني هذه المواضع وتلك في الأمور التالية : فمن المواضع التي دل فيها النبي ـ في نظر الشيعة ـ على امامة علي بن أبي طالب من بعده ، تعريضا وتلميحا : تقديمه إياه على أبي بكر في مناسبة ، وتقديمه بعض الصحابة على أبي بكر وعمر وغيرهما وما قدم أحدا على علي بن أبي طالب قط. ومن المواضع التي دل فيها النبي ـ دائما في نظر الشيعة ـ وبشكل صريح على أن عليا هو الخليفة من بعده ما صرح به حينما سأل أصحابه ، والإسلام ما زال ضعيفا في بداية أمره : من الذي يبايعني على ماله؟ فبايعته جماعة ، ثم قال : من الذي يبايعني على روحه وهو وصيي وولي هذا الأمر من بعدي؟ فلم يبايعه أحد حتى مد أمير المؤمنين علي رضياللهعنه يده إليه فبايعه على روحه ووفى بذلك. ومما يحتج به الشيعة في هذا الموضوع ما يروى من أن النبي خطب في الناس في موضع يعرف ب «غدير خم» ، وكان عائدا من حجة الوداع ، وقد كمل الإسلام وانتظم حاله ، فقال النبي : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ، ألا هل بلغت؟ قالها ثلاثا حسب الرواية. ومن ذلك أيضا قوله صلىاللهعليهوسلم وهو يخاطب جماعة من الصحابة : أقضاكم علي ، قالوا : إن هذا قول فيه نص على إمامة علي ، فإن الإمامة لا معنى لها إلا أن يكون أقضى القضاة في كل حادثة والحاكم على المتخاصمين في كل واقعة.
وإلى جانب هذه المرويات التي ذكرها الشهرستاني والتي لا ينكرها عموم أهل السنة ، ولكن دون أن يعتبروها تلميحا ولا تصريحا من الرسول على أن الخليفة من