وفي الحقيقة تأتي هذه الآداب نابعة من الموقف الذي يقفه الإِنسان بين يدي الله ، وهو المطلع على السرائر .
ولا نحتاج لإِثبات هذه الحقيقة من بيان ما نستدل به على ضرورة تحلي الداعي بالآداب الدعائية ، فإن هذه قضايا لها من شواهد الحال ما تمر به كثيراً في حياتنا اليومية ، ونرتب الأثر عليها ـ وعلى سبيل المثال ـ فإنا نجد الشخص منا لو أراد مقابلة شخصية مسؤولة لها مكانتها الإِجتماعية ينشغل باعداد نفسه بالمظهر اللائق من حيث الشكل ، واللباس ، وكذلك ينتقي من التعابير المنمقة ما يتخيل انه يؤدي مطلوبه على النحو الأفضل ، فنراه يستعد لهذه المقابلة ليخرج منها بالفائدة المتوخاة .
ومن هذا الواقع الخارجي يرى المعنيون بشؤون الدعاء ان الداعي لا بد له من تهيئة نفسه لمناجاة ربه ، واعدادها بالمظهر الذي يؤهلها للوقوف بين يدي الرب الجليل .
ولكن لا كما يقف الإِنسان امام شخص كبير له مكانته الإِجتماعية ـ كما قلنا ـ حيث ينتقي من الثياب أغلاها ، ومن العطور وأدوات الزينة فان هذا لا أثر له في حساب الله ، بل الذي له حسابه هو الأمور النفسية الباطنية ، وتصفية الروح من الشوائب ليقف الداعي بين يدي ربه ، وهو مقبل عليه لا أنه مشغول القلب .
يقول الإِمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام :
« ان الله عز وجل لا
يستجيب دعاءً بظهر قلبٍ ساهٍ ، فإذا