إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أضواء على دعاء كميل

436/464
*

« يا دافع النقم » .

وقد قال الله عز وجل : ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّـهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ) (١) .

وهذه طبيعة الإِنسان ينعم الله عليه بكل ما يحيطه من خير ، ورزقٍ ومن ثم اذا مسه الضر فلا يجد ملجأً الا اليه ، فهو غياث المستغيثين ، وهو رجاء الراجين . ومع ذلك يعود الانسان الى المخالفات لو أنجاه الله من الكرب التي تلم به ـ وفي الوقت نفسه ـ يجد من ربه رباً ودوداً رحيماً يغفر له ما تجاوز به ، ويقبل منه عذره ، فينعم عليه ، ويدفع عنه نقمه .

« يا نور المستوحشين في الظلم » .

والظلم كثيرة : إذا أبقينا اللفظ على ما هو عليه من الظلمة الحقيقية . فهو نور لمن في بطون الأمهات حيث تحيط بهم الظلمة ، وهو نور لمن في البحار ، وهو نور لمن يسلك الطرقات المظلمة في الليالي غير المقمرة .

ولكن الظُلم في هذه الفقرة ، ربما كان المراد بها أوسع من ذلك .

فهو نور المستوحشين في الكرب ، والمهمات ، وكل من تظلم الدنيا بعينه إذا نزلت به نازلة ، وحلت به كارثة ليجد نفسه ، وقد توحد يعاني آلام الوحدة ، وكرب الوحشة ، وحينئذٍ يجد من نفسه ،

__________________

(١) سورة النحل : آية (٥٣) .

left