ويأخذ الدعاء في عرض صور من حالات هؤلاء المتحيرين الذين نزلت بهم المكاره فيقول :
إلهي ، وسيدي ، وكم من عبدٍ أمسى ، وأصبح في ظلمات البحار ، وعواصف الرياح ، والأهوال ، والأمواج .
إلۤهي ، وسيدي كم من عبدٍ أمسى ، وأصبح فقيراً عائلاً ، عارياً مملقا ، مخفقاً ، جايعاً ضماناً » .
هذا نموذج من نماذج ، وصور المكاره ، والمشاق التي تحيط بالإِنسان ـ كبش ـ في هذه الدنيا ، وله الحق في ان يضج الى ربه متوسلاً في دفع ما يترتب عليه من عذاب ، وجزاء لأنه ، وهو ضعيف غير متحملٍ لهذه الطواريء . كيف يتحمل ما هو أعظم منها ؟
على أن هذه العوارض لا تعد شيئاً في قبال عذاب الله الأخروي لما يذكره الداعي من قوله الداعي في الدعاء من قوله :
« على أن ذلك بلاء ، ومكروه قليل مكثه ، يسير بقاؤه ، قصير مدته » .
وطبيعي أن يكون بلاء الدنيا ، ومكارهها موصوف بإنه :
قليل مكثه ، يسير بقاؤه ، قصير مدته ، إذا قورن بعمل الإِنسان الذي لا يتجاوز عدد الأصابع بالسنين بالنظر الى سني الآخرة والتي يعبر القرآن الكريم عن يوم القيامة بقوله عز وجل :