إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أضواء على دعاء كميل

288/464
*

رب ، يا رب . حتى ينقطع نفسه قال له الرب تبارك وتعالى : « لبيك ما حاجتك » (١) .

ولماذا لا يقول الرب لعبده ، وعلى هذه الحالة من التذلل له : « لبيك ما حاجتك » ؟ بعد أن علم من عبده صدق النية ، والانشداد اليه .

لبيك : كلمة يقولها الله لعبده .

والله هو الله ، مالك السموات ، والأرضين ، وهو القادر ، وهو الجبار ، وهو الذي لا يتخلف عن إرادته أي شيء يتنازل الى هذا المخلوق الضعيف الذي يفقد كل حول ، وكل قوة ليقول له : لبيك ، ويمنيه بحاجته . وماذا يريد الداعي بتوسله ، وتضرعه اليس يريد من ربه إبعاد شبح النار عنه اليس يريد منه المغفرة ، والتجاوز ، فهل يحسن بالله أن يرجع عن عطفه ، وتلبيته ليرد عبده في أحرج ساعاته ؟ .

ومن الوجه ينتقل الدعاء بنا الى جارحة أخرى قامت بدورها في اداء ما عليها من حق تجاه الخالق الكبير .

« وعلى ألسنٍ نطقت بتوحيدك صادقة ، وبشكرك مادحة » .

وقد ورد في الحديث عن أهل البيت « عليهم السلام » « اكثروا من التهليل والتكبير فإنه ليس شيء أحب الى الله عز وجل من

__________________

(١) نفس المصدر السابق : ص (٣٤٧) .

left