تبدو أبعاد العملية
الجزائية واضحة صريحة ، فلكل إنسان مقدار سعيّه . أما ما زاد على ذلك فليس له فيه حظ ونصيب ، لأن ما يحسب له إنما هو سعيه ، وعمله .
وتتوسع الآية فتلقي
أضواءً جديدة على الموضوع حيث تكمل :
(
وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ ، ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى )
.
وهنا يأتي دور التفضل
، واللطف منه سبحانه فإذا سعى العبد واستحق بازاء سعيه ما رتب على ذلك من ثواب ، فإن سعيه سوف يرى من قبل ربه ، فإن أحس منه التقرب ، والتودد فيجازيه الجزاء الأوفى . والجزاء الأوفى هو ما يفيضه الله على عبده من باب العطف والتفضل لا من باب الاستحقاق .
إذاً فالسعي والعمل
هما المناط في تحصيل الجزاء لا الدعاء والاتكال وانتظار أن يأتيه كل شيء بدون تقديم مجهود في هذه الحياة .
والجواب عن هذه
الآيات : بإنا نرى في قبال
هذه الآيات الكريمة آيات أخرى تحث على الدعاء ، وتأمر بالاخذ به ، يقول تعالى :
(
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )
.
(
ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ) .
__________________