« اللهم اغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء » (١) .
والرجاء : هو الأمل . ورجاه يرجوه رجواً أمل به (٢) .
والذنوب التي تقطع الرجاء هي التي عددها الإِمام « عليه السلام » بقوله : « اليأس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله ، والثقة بغير الله والتكذيب بوعيد الله » .
ان هذه الذنوب بطبيعتها تجعل العبد بعيداً عن ربه ، وتقطع ذلك الاتصال النفسي بين العبد ، وخالقه ، وعندها يكون مثل هذا الشخص مصداقاً للآية الكريمة : ( وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ) (٣) .
والضلال : ضد الهدى ؛ والمعنى الذي يقصده الداعي بطلب غفران مثل هذه الذنوب هو أن يجنبه الله عنها لئلا يكون ضالاً ، وبعيداً عن ساحة لطفه بإنقطاع رجائه من عفوه ، وكرمه ، فإن القلب المفعم بالإِيمان لا ييأس ، ولا يقنط من رحمته سبحانه مهما عظم ذنبه وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
__________________
(١) هذه الفقرة من الدعاء لم توجد في كثير من كتب الدعاء وقد تعرض لها بعض الشراح فأثبتوها في الدعاء ولعلهم اخذوا ذلك من كتاب ( المصباح ) لتقي الدين ابراهيم بن علي العاملي الكفعمي ، وهو من مصادر كتب الدعاء عند الإِمامية ، وقد تعرضنا لها تبعاً لمن تقدم ليؤتى بها على سبيل الرجاء .
(٢) أقرب الموارد : مادة ( رجو ) .
(٣) سورة الحجر : آية (٥٦) .