الدنيا ، أو في الآخرة كما يشاء الله ، ولكنه واقع لأن الكفر بنعمة الله لا يمضي بلا جزاء » (١) .
« وقطع صلة الرحم قال فيها الإِمام أبو جعفر الباقر « عليه السلام » وان اليمين الكاذبة ، وقطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع من أهلها » (٢) .
والبلقع في اللغة : هي الأرض القفر .
وليتصور الإِنسان بيته ، وهو يرفل بالنعم التي انعم الله بها عليه من كل جوانبه ، وإذا به بعد قطع رحمه قفر من كل شيء كما يقول الإِمام « عليه السلام » لذلك نرى الإِمام « عليه السلام » في هذه الجملة يلتمس من ربه أن يغفر له الذنوب التي تمحق النعم لتبقى نعمه تعالى عليه متواصلة ، ولئلا يكون محروماً من فيض لطفه الكريم .
« اللهم إغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء »
ولماذا ، وكيف تحبس هذه الذنوب الدعاء ، وتمنعه من التأثير في الإِجابة مع صدوره من قلب ، ولربما في زمانٍ له حرمته ، أو في مكان له قدسيته ، وبعد كل هذا وذاك فإنه سبحانه قريب ، وقريب ، وفوق كل ذلك يجيب دعوة من دعاه ؟
وللإِجابة على هذه التساؤلات نقول :
ان معنى الدعاء هو : المناجاة مع الله ، وهو تعبير عن حالة العبد
__________________
(١) في ظلال القرآن في تفسيره لآية (٧) من سورة إبراهيم .
(٢) جامع السعادات : ٢ / ٢٥٨ / مطبعة النجف .