« وخضع لها كل شيء »
الخضوع : هو الانقياد ، والتطامن ، والتواضع (١) .
والضمير في قوله ( لها ) يعود الى القدرة . والمعنى : يا رب أقسم عليك بقدرتك التي قهرت بها كل شيء في هذا الوجود فكان من نتيجة ذلك ان خضع لقدرتك كل ما في هذا الوجود .
وقد يقال : أن توصيف القدرة بقوله : ( قهرت بها ) والقهر هو الغلبة يغني عن عطف ( وخضع لها ) لأن تلك الأشياء كلها خاضعة لقدرته لأنها مغلوبة لها .
والجواب عن ذلك : أن العطف بالاخبار بالخضوع يحمل بين طياته معنىً دقيقاً ذلك هو : أن الله ، وان كانت قدرته غالبة على كل شيء فإن التغلب على الشيء ليس معناه تطامن ذلك المغلوب ، والإِنقياد للغالب نفسياً ، بل أقصى ما يدل عليه أنه تحت سيطرته ، وسطوته . ولكن الأخبار بخضوع الأشياء لقدرته معناه أن كل شيء في هذا الوجود قد تطامن ، وانقاد ، وتواضع لقدرته .
« وذل لها كل شيء »
ذل : جاءت في اللغة لمعنيين :
١ ـ انها مأخوذة من الذل بالكسر ، وهو ضد الصعوبة أي ( إنقاد ) ويكون معنى الجملة على هذا التقدير : وبقدرتك التي انقاد لها كل شيء .
__________________
(١) أقرب الموارد : مادة ( خضع ) .