إذ كان ذا مال ، كما
يقال : رجل مُقلّ ، إذا كان فقيراً : أي جعلنا مكثرين موسرين ، فائقين على من كان
فقيراً مُقلاً.
ويحتمل أن يراد بهما : العزّة والذلّة ،
إذ كان من الشائع أن يكنىّ بالكثرة عن العزّة وبالقلّة عن الذلّة ، أي أعزّنا على
من ذلّ.
قال الزجاج في قوله تعالى : «وَاذْكُرُوا إِذْ
كُنتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ»
: يحتمل كثرة العدد
بعد القلّة ، وكثرة العُدد بعد النزارة ، وكثرة القدرة والشدّة بعد الضعف والذلّة .
وقال الزمخشري : «أي واذكروا على جهة
الشكر وقت كونكم قليلاً عددكم فكثرّكم الله ووفّر عددكم ، ويجوز إذ كنتم فقراء
مقلّين فكثّركم فجعلكم مكثرين موسرين ، أو كنتم أقلّة أذلّة فأعزّكم بكثرة العَدد والعُدد»
.
* * *
__________________