ومنهم العلامة أبو الفيض محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي الحنفي المولود سنة ١٣١٤ والمتوفى سنة ١٣٨٩ والمدفون في البقيع في كتابه «العجالة في الأحاديث المسلسلة» (ص ٨٩ ط دار البصائر ، دمشق) قال :
أخبرنا به العلامة الشيخ عمر حمدان المحرسي ، والشيخ محمد عبد الباقي ، كلاهما عن السيد علي بن ظاهر الوتري ، عن عبد الغني الدهلوي ، عن محمد عابد السندي ، عن السيد عبد الرحمن بن سليمان الأهدل ، عن أبيه ، عن السيد أحمد بن محمد شريف
__________________
المنصور : ما أنكرت من هذا اليمين؟
الصادق : إن الله تعالى حي كريم يستحيى من عبده إذا أثنى عليه أن يعاجله بالعقوبة لمدحه له ولكن قل أيها الرجل : أبرأ إلى الله من حوله وقوته وألجأ إلى حولي وقوتي لصادق بر فيما أقول.
المنصور : احلف بما استحلف أبو عبد الله به.
(قال راوي هذا الخبر : فحلف الرجل بهذه اليمين ، فلم يستتم الكلام حتى خر ميتا فراع المنصور وارتعدت فرائصه ، وقال للصادق : يا أبا عبد الله سر من عندي إلى حرم جدك إن اخترت ذلك ، وإن اخترت المقام عندنا لم نأل في إكرامك وبرك ، فو الله لا قبلت قول أحد بعدها أبدا).
على هذه الأحوال المضطربة والنفوس القلقة التي لا تعرف مصيرها المحتوم وبهذه الظنون المريبة التي عقوبتها الإعدام ، أو السجن المؤبد.
وتلك العيون المحدقة والأحاسيس المرهفة التي تحصي الأنفاس ، وترصد الكلام وتلك التحقيقات التي تعدت هذه العدد الذي ذكرناه والتي أبى الحكام فيها أن يتركوا إمامنا العظيم ، في هداية العلم يعلم الناس الطيب من القول والمأثور من جوامع الكلم النبوي وهو الإمام في فقه الكتاب والسنة.
كما لم يتركوه وشأنه ، يسبح الله في محرابه ، مناجيا بذكر الآخرة ، ويدعو على أولئك الظالمين ، الذين فتكوا بالعترة النبوية الطاهرة ، وقطعوا أغصان الدوحة النبوية المحمدية ، مات الصادق موتة الصديقين والشهداء ، فعليه سلام الله ورضوانه في الخالدين.