ومن أحسن ما قيل في المدح نظما ، وإن كان الحسن منه كثيرا جدا ، ما ذكره أبو علي البغدادي رواية عن شيوخه : أن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رآه هشام بن عبد الملك وهو خليفة في حجة حجها ، وعلي يطوف بالبيت والناس يفرجون له عند الحجر تعظيما له ، وينظرون إليه مبجلين له ، فغاظ ذلك هشاما ، فقال :
من هذا؟ كأنه لم يعرفه ، فقال الفرزدق منكرا لقول هشام ومادحا لعلي بن حسين :
هذا الذي تعرف البطحاء ووطأته |
|
والبيت يعرفه والحل والحرم |
وذكر ثمانية عشر بيتا من القصيدة.
ومنهم العلامة صدر الدين علي بن أبي الفرج بن الحسن البصري في «الحماسة البصرية» (ص ١٣٠ ج ١ ط عالم الكتب ، بيروت) قال :
وقال الفرزدق همام بن غالب في علي بن الحسين بن علي عليهمالسلام :
هذا الذي تعرف البطحاء ووطأته |
|
والبيت يعرفه والحل والحرم |
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في كتابه «العلم والعلماء» (ص ٢٥٤ ط دار الكتب السلفية بالقاهرة سنة ١٤٠٣) قال :
لقد كان زين العابدين يتمتع بهيبة عظيمة واحترام كبير بين سائر المسلمين ، وكيف لا ، هو ابن الدوحة النبوية أولا ، وحائز الكمالات النفسية ثانيا.
وها هو ذا الفرزدق يسجل ما كان عليه علي بن الحسين من مهابة واحترام في الأبيات التالية : وسبب قوله هذه القصيدة التي امتدح فيها زين العابدين ما روي من أن هشام بن عبد الملك قد حج وذلك قبل أن يلي الخلافة فأجهد أن يستلم الحجر فلم يتمكن من ذلك ـ فذكر القصة والقصيدة كما مر.