٤ ـ الوضع الصريح للحديث :
وروى الزهري أن عروة بن الزبير حدثه قال : حدثتني عائشة ، قالت : كنت عند رسول الله إذ أقبل العباس وعلي فقال : يا عائشة ان هذين يموتان على غير ملتي ! أو قال : ديني ! .
وروى عبد الرزاق عن عمر قال : كان عند الزهري حديثان عن عروة عن عائشة في علي ، والحديث الثاني زعم فيه أن عائشة حدثته قالت : كنت عند النبي إذ أقبل العباس وعلي فقال : يا عايشة إن سرك أن تنظري الى رجلين من أهل النار ، فانظري الى هذين قد طلعا ، فنظرت فاذا العباس وعلي بن أبي طالب (١) .
وهذا مصادم للقرآن الكريم الناطق بتطهير أهل البيت ، وعلي اولهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقد نزلت فيه سورة ( هل أتى ) باجماع المفسرين كما وان رسول الله صلى الله عليه وآله قد حدّث بفضل أخيه ووصيه وصهره وأبي ذريته علي عليه السلام بما جاوز حد الاحصاء .
٥ ـ موقفها في دفن الحسن عليه السلام :
لما توفي الحسن عليه السلام مسموماً وخرج به أخوه الحسين عليه السلام ليجدد به العهد بقبر جده صلى الله عليه وآله ، خرجت عائشة على بغلة شهباء يحف بها بنو اُمية وهي تصيح : لا تدخلوا بيتي من لا أُحب ، إن دفن الحسن في بيتي لتجز هذه ، وأومأت الى ناصيتها (٢) .
وليت شعري الم تسمع اُم المؤمنين ! ! قول جده رسول الله صلى الله عليه وآله في حقه : اللّهم إني اُحبه واُحب من يحبه (٣) .
وقوله صلى الله عليه وآله : اللّهم ان هذا ابني وانا احبه ، فاحبه واحب من
__________________
(١) أبو هريرة : ١٩٩ .
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٢٥ ، وشرح ابن أبي الحديد ١٦ : ٥٠ .
(٣) صحيح مسلم ٤ : ١٨٨٢ / ٢٤٢١ ، تاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة الامام الحسن : ٣٧ .