استعمال أهلها عددا كبيرا جدا من العلامات ، حتى أنه كان يلزم لطبع كتاب عادي ، عدد يتراوح بين أربعة آلاف وخمسة آلاف حرف.
أما في أوروبا فإن الأمر على العكس ، إذ كانت الحروف الهجائية المستخدمة لا تحوي غير قليل من الحروف ، ولهذا كان فن الطباعة بحروف متحركة اختراعا قلب إنتاج الكتب رأسا على عقب (٢٤).
قصة ظهور الطباعة في أوروبا
ترتبط قصة اختراع الطباعة في أوروبا بالألماني جوهان غوتنبرغ (ولد نحو ١٤٠٠ م ، وتوفي نحو ١٤٦٨ م) كما هو مشهور ، إذ يقال : إنه هو الذي اخترع الأحرف المتنقلة في أوروبا ، وأدخل عليها تحسينات في مدينة ستراسبورج ، ولكنه نقل مطبعته إلى مسقط رأسه في مدينة ماينز نحو عام ١٤٤٠ م ، أو على رواية أخرى بعد ذلك بقليل في عام ١٤٤٨ م ، حيث طبع الكتب بها.
ويقال : إن كتبه الأولى ظهرت في السوق نحو عام ١٤٤٥ م والسنوات التالية ، ومنها كتاب Sibylles (أي الكاهنات العرافات) ، وكتاب Donat (أي النحو اللاتيني) في ثلاث طبعات ، وتقوم عام ١٤٤٨ م ، كذلك خرج من مطابعه «خطاب غفران» للبابا نقولا الخامس عام ١٤٥١ م ، أو عام ١٤٥٤ م (٢٥).
كما طبع غوتنبرغ التوراة عام ١٤٥٥ م ، في مجلدين من حجم النصف ، وقد عرفت هذه التوراة فيما بعد باسم «التوراة المازاريني» لأن أول نسخة لفتت أنظار خبراء الكتب ، كانت النسخة التي احتفظ بها الكاردنال مازاران في مكتبته
__________________
(٢٤) دال ، سفند؟. مصدر سابق. ص ٩٨ ـ ٩٩.
(٢٥) ن. م ، ص ١٠٠. و : روذنشتين ، جون ك. م «اختراع الطباعة». في : تأريخ العالم ٥ / ٦٣٥ ـ ٦٣٦.