٧ ـ الجدال مع الخصومة والحقد :
قد نهي في جملة من الروايات عن المراء معطوفاً عليه الخصومة ، فيظهر انّ المراد من المراء المنهي عنه ما كان مقترناً بالخصومة ، وقد أفرد الكليني في الكافي باباً باسم : المراء والخصومة وملاحاة الرجال ، واورد روايات عديدة فيه ، منها ما رواه عن أبي عبدالله عليه السلام قال : «قال أمير المؤمنين عليه السلام : ايّاكم والمراء والخصومة ، فانّهما يمرضان القلوب على الاخوان وينبت عليهما النفاق» (٨١).
٨ ـ الجدال اتكاءاً على نتائج العقول واستغناء عن الرجوع الى آل الرسول عليهم السلام :
قد ذمّت روايات كثيرة الاعتماد الكامل على العقل وعدم الارتكاز على النصوص الواردة عن اهل البيت عليهم السلام ، والظاهر أنّ بعض روايات المناظرة تصب في هذا المنحى ففي رواية عن الصادق عليه السلام : «يهلك اصحاب الكلام وينجوا المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء يقولون هذا ينقاد وهذا لا ينقاد» (٨٢) الخبر.
قال العلامة المجلسي في بيانه : «يقولون» اي يقول المتكلّمون لما اسسّوه بعقولهم الناقصة ، «هذا ينقاد» اي يستقيم على اصولنا ، «وهذا لا ينقاد» على الاصول الكلامية ، ويحتمل ان يكون اشارة الى ما يقوله اهل المناظرة في مجادلاتهم : سلّمنا هذا ولكن لا نسلّم ذلك ، والاول اظهر (٨٣).
__________________
(٨١) الكافي ٢ / ٣٠٠ ح ١.
(٨٢) بصائر الدرجات للصفّار ، مكتبة آية الله المرعشي ، قم ، ١٤٠٤ «من طبعة تبريز» ص ٥٢٠ ح ٤ و ٥.
(٨٣) البحار ٢ / ١٣٢ ذيل ح ٢٣.