محمد بن محمد بن طاهر الموسوي ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ... (٣٧٥).
وعلى هذا فقد عدّه شيخنا الرازي من مشايخ المفيد (٣٧٦).
ويبدو ممّا جاء في حكاية المناظرة انّ هذا الشريف كان أحد شخصيات بغداد اللامعة يومذاك ، وكان يجتمع عنده اشراف العلويين والعباسيين ووجوه الناس.
ولكنه لم يرد له ذكر في تاريخ بغداد ولا التواريخ الحوليه التي أرّخَتْ ذلك العصر ، وأنا واثق أنه لو كان عمرياً أو أموياً في نسبه و... في مذهبه لملأ له الخطيب صحائف من تاريخ بغداده.
وكم أهمل الخطيب اعلاماً للإماميّة هم بغداديون بجميع المقاييس التي اختيرت لاكتساب هذه النسبة ولم يورد لهم ذكرا. كهشام بن الحكم واضرابه وقد ذكرت قائمة تشتمل على أربعة عشر رجلاً من قبل.
ولا يقولَنَّ قائل : إنّ الخطيب وأمثاله كانوا يجهلونهم ، فإنّه في كثير من كتبه يذكر معلومات عن رجال الإمامية وحديثهم باسانيد تنتهي إليهم أنفسهم تبدو في غاية الدقة ، ولا مجال لذكرها هنا. ويكفينا إنّه اختصر ترجمة الشيخ المفيد بما سبق أنْ حكيته عنه. وأنا واثق بأنّ الخطيب لو تُحُدِّيَ لألَّف كتاباً في أعلام الإمامية البغداديين كان قد أدهش القارىء كما صنع ابن جرير حينما اهمل حديث الغدير في تاريخه ، وقفز بسيرة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في رجوعه من حجة الوداع من مكة إلى المدينة مؤرخاً أيّام مرضه ووفاته ، وعندما اصطدم بالحنابلة ألّف كتابه الشهير حول حديث الغدير ، مما أدهش الذهبي وأمثاله بعض اجزائه. وإلى الله المشتكى.
وكان بالحضرة جمع كثير يزيد عددهم على مائة إنسان ، وفيهم أشراف
__________________
(٣٧٥) طبقات اعلام الشيعة ، القرن الرابع / ٣٠٣.
(٣٧٦) الفصول ، ١ / ١ ـ ٤ ، البحار ، ١٠ / ٤٠٨ ـ ٤١١.