(٣١)
معنى المولى (رسالة في ...)
لم يذكره الشيخ الطوسي ولا النجاشي في فهرسيهما ولا ابن شهرآشوب في معالم العلماء ولا شيخنا في الذريعة بهذا الاسم!
نعم ، ذكره شيخنا رحمه الله في ج ٢٢ ص ٣٠٣ باسم : مناظرة الشيخ المفيد مع الرجل البهشمي ، وقد عدّ النجاشي للشيخ المفيد عدّة كتب في الردّ على بعض المعتزلة كالردّ على ابن الاخشيد في الإِمامة ، الردّ على ابن رشيد ، الردّ على الخالدي في الإِمامة ، الردّ على الشعيبي ، ونحوها ، فلعل هذا أحدها. ولم نعرف هذا البهشمي.
أوّله : «أنكر رجل من البهشمية ضمّنا وإيّاه وجماعة من المعتزلة والمجبرة مجلس ، أن يكون قول رسول الله صلّى الله عليه وآله : (من كنت مولاه فعليٌّ مولاه) يحتمل الإِمامة أو فرض الطاعة والرئاسة! ...» (٥٥).
وتقدّم للمؤلف في هذا المعنى : أقسام المولى في اللسان ، وله قدّس الله
__________________
(٥٥) والكتاب حول حديث الغدير ونصّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على استخلاف أمير المؤمنين عليه السلام بما صحّ عنه وتواتر من قوله: «من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه» وحيث أعياهم النقاش في إسناده لكثرة طرقة الصحيحة وصحّة طرقه الكثيرة، وأخرجه الحفّاظ وأئمّة الحديث في الصحاح والسنن والمسانيد والمصنّفات والمعاجم بروايات الثقات عن الثقات بطرق صحيحة ثابتة، فاحتالوا عليه من حيث المعنى، وأنّ الحديث لا يحمل النصّ، لأنّ لفظ «المولى» يحمل أكثر من معنى واحد، وبهذا لا يكون نصاً في الإِمامة. وشيخنا المفيد يردّ عليهم بأنّ «المولى» ليس له إلاّ معنى واحد، أو أنّ المعنى الذي لا يصحّ تفسير الحديث إلاّ به إنّما هو المعنى الدالّ على النصّ على إمامته عليه السلام.
وأنا واثق كلّ الثقة، أنّ الحديث لو كان في أحد أوليائهم لاقرُّوا كلّهم بتواتره وإنْ رواه الاحاد، وسلّموا بدلالته وإنْ كانت اللغة لا تحتمله!