وقاتم الأعماق خاوي المخترقن (١)
ومثاله بعد الفاء قوله :
٧٧ ـ فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع |
|
فألهيتها عن ذي تمائم محول (٢) |
__________________
(١) تقدم الكلام على هذا البيت في الجزء الأول ـ الكلام وما يتألف منه ـ وهو الشاهد الثالث. والشاهد فيه هنا ـ «وقائم» حيث جر قاتم برب المحذوفة بعد الواو وهذا كثير في كلام العرب ومثله قول امرىء القيس :
وليل كموج البحر أرخى سدوله |
|
عليّ بأمواج الهموم ليبتلي |
(٢) قائله : امرؤ القيس بن حجر الكندي. طرقت : أتيت ليلا. تمائم : جمع تميمة : التعاويذ تعلّق على الصغار. محول : أتم حولا.
المعنى : «رب امرأة مثلك حبلى ومرضع قد أتيتها ليلا فشغلتها عن ولدها الصغير الذي مضى عليه حول وعليه التمائم خوفا عليه من العين».
الإعراب : مثلك : مثل مجرور لفظا برب المحذوفة بعد الفاء وهو منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد ـ لأنه مفعول به مقدم لطرقت. ومثل مضاف والكاف مضاف إليه. حبلى : بدل من مثل على اللفظ مجرور بفتحة مقدرة لأنه ممنوع من الصرف. قد : حرف تحقيق. طرقت : فعل وفاعل. ومرضع : الواو عاطفة. مرضع : معطوف على حبلى ومجرور بكسرة فألهيتها : الفاء عاطفة ألهى فعل ماض مبني على السكون ، والتاء فاعل : وها مفعول به. عن ذي : عن حرف جر : ذي مجرور بعن بالياء لأنه من الأسماء الستة والجار والمجرور متعلق بألهيتها ـ وذي مضاف ـ تمائم : مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. محول : نعت لذي تمائم مجرور بالكسرة. وجملة «ألهيتها» معطوفة على جملة «قد طرقت» فهي مثلها لا محل لها من الإعراب.
الشاهد : في قوله : «فمثلك» حيث حذفت رب بعد الفاء وبقي عملها وهو الجر لمثل وهذا قليل.