خواصّ علماء وفضلاء النجف الأشرف ، وكان مداوما على الذهاب في ليالي وأيّام الجمع الى النجف الأشرف ، وكنت قد سمعت من بعض العلماء تشرّفه بلقاء مولانا وسيّدنا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه ، وفي أحد أيّام الجمع ، وفي مدرسة الصدر في النجف الأشرف ، وفي حجرة أحد الأصدقاء الأفاضل تشرّفت بخدمته والحضور عنده ، فاستدعيته لأن يسرد لي قصّة تشرّفه بلقاء الإمام عجل الله فرجه لأسمعها من لسانه ، وأنا بدوري أذكر الآن ما يحضرني ممّا قاله لي ، قال : ذهبت مع والدي الى مكة المكرّمة ، ولم يكن في حوزتنا غير ناقة واحدة فقط ، وكان والدي راكبا عليها وأنا أمشي على قدميّ ، وكنت مواظبا على خدمته ، وعند عودتنا وصلنا الى السماوة ، فاكترينا بغلا من رجل سنّي كان في جملة أفراد يمتهنون نقل الجنائز بين السماوة والنجف ، لأنّ الجمل كان يبطئ في السير ، وكثيرا ما كان يبرك ولا يتحرك ، وبعد مشقة نقيمه ، فركب والدي على البغل وأنا ركبت الجمل ، وتحرّكنا من السماوة ، وفي أثناء الطريق كان الجمل يتأخر كثيرا في السير لأن الطريق كان مليئا بالأوحال والمستنقعات في أغلب مناطقه ، وكنت قد ابتليت بسوء خلق هذا الرجل السنّيّ المكاري ، وبقي الحال هكذا حتّى وصلنا الى بقعة كثيرة الوحل ، فبرك الجمل وامتنع عن النهوض ، وكلّما حاولنا حراكه لم يفد معه شيئا ، ولأجل محاولاتنا العديدة غير المجدية في إنهاضه تلطّخت ثيابنا بالوحل ، فعندها اضطرّ المكاري للتوقّف كيما نغسل ثيابنا بالماء الموجود في المنطقة ، أمّا أنا فقد ابتعدت عنهم قليلا لأخلع ثيابي وأغسلها ، وكنت قلقا للغاية ، وفي حيرة شديدة من أنّه الى ما سيؤول أمرنا وتنتهي عاقبتنا إليه ، ثمّ إنّ هذا الوادي كان محفوفا بالمخاطر بسبب قطّاع الطريق ، فاضطررت إلى التوسّل بولي