حياته فيها ، فلمّا وردنا حلوان ونزلنا في بعض الخانات دعا أحمد بن إسحاق برجل من أهل بلده كان قاطنا بها ، ثمّ قال : تفرّقوا عنّي هذه الليلة واتركوني وحدي ، فانصرفنا عنه ورجع كلّ واحد منّا إلى مرقده.
قال سعد : فلمّا حان أن ينكشف الليل عن الصبح أصابتني فكرة ففتحت عيني فإذا أنا بكافور الخادم ، خادم مولانا أبي محمّد عليهالسلام وهو يقول : أحسن الله بالخير عزاكم ، وجبر بالمحبوب رزيّتكم ، قد فرغنا من غسل صاحبكم ومن تكفينه ، فقوموا لدفنه فإنّه من أكرمكم محلا عند سيّدكم ، ثمّ غاب عن أعيننا ، فاجتمعنا على رأسه بالبكاء والعويل حتّى قضينا حقّه ، وفرغنا من أمره ، رحمهالله.
٨١٠ ـ (٣) ـ غيبة الفضل بن شاذان : حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن فارس النيسابوري ، قال : لمّا همّ الوالي عمرو بن عوف بقتلي وهو رجل شديد النصب ، وكان مولعا بقتل الشيعة ، فاخبرت بذلك ، وغلب عليّ خوف عظيم ، فودّعت أهلي وأحبّائي وتوجّهت إلى دار أبي محمّد عليهالسلام لاودّعه وكنت أردت الهرب ، فلمّا دخلت عليه رأيت غلاما جالسا في جنبه وكان وجهه مضيئا كالقمر ليلة البدر ، فتحيّرت من نوره وضيائه ، وكاد أن ينسيني ما كنت فيه من الخوف والهرب ، فقال : يا إبراهيم! لا تهرب فإنّ الله تبارك وتعالى سيكفيك شرّه ، فازداد بحيرتي ، فقلت لأبي محمّد عليهالسلام : يا سيّدي! جعلني الله فداك ، من هو فقد أخبرني عمّا كان في ضميري؟ فقال : هو ابني وخليفتي من بعدي ، وهو الّذي يغيب غيبة طويلة ، ويظهر بعد امتلاء الأرض جورا وظلما فيملأها عدلا وقسطا ، فسألته عن اسمه ، قال : هو سميّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكنيّه ، ولا يحلّ
__________________
(٣) ـ كفاية المهتدي (الأربعين) : ذيل ح ٣٢ ص ١٢٢ ؛ كشف الحقّ (الأربعين) : ص ٣٢ ح ٧.