الهدى ويستجلى العمى إنّ الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم لا تصلح على سواهم ولا تصلح الولاة من غيرهم» (١) وقال : «وإنما الأئمة قوام الله على خلقه وعرفاؤه على عباده ولا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلّا من أنكرهم وأنكروه» (٢) والأحاديث في قداسة معنى الإمامة وأنّها منصب إلهي وأنها إذا استعملت مطلقة يراد بها صاحب هذا المنصب في كتب الفريقين سيّما الإماميّة كثيرة متواترة. هذا كله في لفظ «الإمام».
وأمّا لفظ «الولي» فهو تارة يستعمل مضافا إلى الله تعالى أو إلى غيره ، وتارة يستعمل بدون الإضافة ، والمضاف إليه أيضا تارة يكون مورد ولاية الوليّ ومحلّا لإعمال ولايته كالناس والمؤمنين في مثل : الله وليّ الناس ، أو وليّ الذين آمنوا ، أو وليّ المؤمنين ، أو الأب وليّ ولده الصغير ، أو الحاكم ولي الممتنع أو الغائب فالوليّ في مثل هذه الأمثلة في معنى الفاعل.
ومثله قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) (٣) وقول النبيّ صلىاللهعليهوآله : علي ولي كل مؤمن بعدي ، وقوله صلىاللهعليهوآله : هم خلفائي يا جابر وأولياء الأمر بعدي.
وتارة يكون في معنى المفعول إذا أضيف إلى جاعل هذه الولاية وفاعله كقولنا : علي ولي الله ، نعني بذلك أنّه هو المجعول وليّا من جانب الله تعالى.
والمتبادر إلى الذهن في جميع هذه الأمثلة من الولي إذا أضيف إلى الناس أو الذين آمنوا ونحو ذلك ، أو أضيف إلى الله هو نحو من المعنى
__________________
(١) ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٤٢.
(٢) ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٥٠.
(٣) ـ المائدة : ٥٥.