الله عليه [وآله] وسلّم : لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثني عشر خليفة ، قال : ثم تكلّم بشيء لم أفهمه ، فقلت لأبي : ما قال؟ فقال : كلّهم من قريش.
٢١ ـ (٢١) ـ صحيح مسلم : حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، حدثنا يزيد بن أبي زريع ، حدثنا ابن عون ، (ح) وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي (واللفظ له) حدثنا أزهر ، حدثنا ابن عون ، عن الشعبي ، عن جابر بن سمرة قال : انطلقت الى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ومعي أبي فسمعته يقول : لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة ، فقال كلمة صمّنيها (١) الناس ، فقلت لأبي : ما قال؟ قال : كلّهم من قريش.
__________________
(٢١) ـ صحيح مسلم : الباب المذكور ، كنز العمّال : ج ١٢ ، ص ٣٢ ، ح ٣٣٨٥٠ ، المعجم الكبير : ج ٢ ، ص ٢١٣ ، ح ١٧٩١ ، إلّا أنه قال : (هذا الدين).
(١) ـ قال بعض المحشّين : قوله : (صمّنيها الناس) هكذا في عامّة النسخ أي اصمّوني عنها فلم أسمعها لكثرة كلامهم ولغطهم. وقال الآبي : ولبعضهم (اصمّنيها) أي بالهمزة ، قلت : وكذلك أوردها في النهاية بالهمزة أيضا ولعل ذلك هو الصواب ، فقد قال في المصباح : ولا يستعمل الثلاثي متعدّيا فلا يقال : صمّ الله الأذن واقتصر في القاموس وغيره على أصمه وصمّمه في المتعدي من هذه المادّة وفي نسخة (صمّتنيها الناس) أي أسكتوني عن السؤال عنها (انتهى).
ثم إن هنا سؤالين ينبغي الإشارة إليهما والجواب عنهما ، أحدهما : أن ظاهر هذه الأحاديث يدل على أن الاثني عشر يملكون الأمر ظاهرا وفعليا ولا تخرج الولاية والخلافة عنهم إلى غيرهم ، فهم حائزون للخلافة الظاهرة كالخلافة الباطنة التي أقرّ بثبوتها للائمة الاثني عشر المعروفين من أهل البيت عليهماالسلام جماعة من أكابر أهل السنة ، والحال أنه لم يملك منهم الأمر في الظاهر إلّا الإمام علي وابنه الإمام الحسن عليهماالسلام ، في مدة قليلة لا تتجاوز عن ستّ سنين ، وأما الإمام الثاني عشر المهديّ القائم في آخر الزمان عليهالسلام ، فلم يملك بعد ، إذا فما معنى هذه الأحاديث وهل الظاهر منها المعنى المذكور أو معنى آخر؟
والجواب عن ذلك : أنّ هذه الأحاديث إنشاء وأمر ونصب لا إخبار وإعلامٌ كقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الناس تبع لقريش» فإنّ جملة الحديث كما صرّح بعضهم