ففي العبارة :
لا تجد أي تعقيد ، أو غرابة ، أو صعوبة ، بل على العكس من كل ذلك ، يحاول التوضيح والتيسير ، والتقريب.
ويعتمد على الحجة والاستدلال على كل حكم في كل قضية ، حتى لا نجد فيه أمرا ، غير مستدل عليه ، على الإطلاق.
وهذا ـ مع الالتزام بالاختصار الشديد والوجازة البليغة ـ أمر ملفت للنظر ، ويدل على عبقرية أدبية فائقة.
ومن جهة أخرى لا تكاد تجد في كل الكتاب ـ على استيعابه لموضوعات أصول الدين كلها ـ جملة زائدة مستغنى عنها.
وهذا ـ أيضا ـ يدل على نباهة ودقة وعمق.
وفي الترتيب :
حيث عمد إلى ربط فصول الكتاب ، على اختلاف مواضيعها وبحوثها ، بشكل يلمس القارئ أنّها حلقات مترابطة في قلادة واحدة.
فهو ـ في نهاية كلّ فصل ـ يمهّد للفصل التالي ، بحيث يوحي للقارئ (منطقية) ترتيب الفصول ، كما هو الحال في ترتيب مقدمات قياس برهاني متكامل.
وهذا ما يجعل القارئ يتابع الكتاب ، متنقلا من فصل إلى آخر بيسر ، ورغبة ، واستيعاب.
ففي مقدمة الكتاب :
أورد الاعتماد على الأساس الذي اعتبره (منهجا) لتفكيره ، وهو إثبات (أصل الحاجة) الذي يتوصل به إلى (المعرفة) ولزومها وضرورتها.