غيبه أطلعهم كشفا وشهودا على الحقائق وما هو أمر الله عليه في عباده (١) وهم على أقدام رجال من الصحابة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وهم من الأعاجم ليس فيهم عربي لكن لا يتكلمون الا بالعربية ، لهم حافظ من جنسهم ، ما عصى الله قط هو أخص الوزراء.
واعلم أن المهدي لا يفعل شيئا قط برأيه وانما يشاور هؤلاء الوزراء فإنهم هم العارفون بما هناك. وأما هو عليهالسلام في نفسه فهو صاحب سيف حق وسياسة ، ومن شأن هؤلاء الوزراء أن أحدهم لا ينهزم قط من قتال وانما يثبت حتى ينصر أو ينصرف من غير هزيمة ، ألا تراهم يفتحون مدينة الروم بالتكبير فيكبرون التكبيرة الاولى فيسقط ثلثها ويكبرون الثانية فيسقط الثلث الثاني من السور ويكبرون الثالثة فيسقط الثلث فيفتحونها من غير سيف ، وهذا هو عين الصدق الذي هو والنصر أخوان.
قال الشيخ : وهؤلاء الوزراء دون العشرة وفوق الخمسة ، لان رسول الله صلىاللهعليهوسلم شك في مدة إقامته خليفة من خمس الى تسع للشك الذي وقع في وزرائه ، فلكل وزير معه إقامة سنة ، فان كانوا خمسة عاش خمسة وان
__________________
(١) قد فرغ المؤلف من تأليف «كتاب اليواقيت والجواهر» فيما أدرجه في آخره في شهر رجب سنة خمس وخمسين وتسعمائة بمصر.
وقد كتب على مسودة هذا الكتاب جماعة من مشايخ العلماء بمصر وأجازوه ومدحوه ، منهم الشيخ شهاب الدين بن الشلبى الحنفي ، ومنهم شيخ الإسلام الفتوحى الحنبلي فكتب عليه لا يقدح في معاني هذا الكتاب الا معاند مرتاب او جاحد كذاب ، ومنهم الشيخ شهاب الدين عميرة الشافعي ، ومنهم الشيخ ناصر الدين اللقاني المالكي ، ومنهم الشيخ محمد البرهتوشي الحنفي.