فحرمت عليه ، فلما كان وقت العصر تزوجها فحلت له ، فلما كان وقت المغرب ظاهر منها فحرمت عليه ، فلما كان وقت العشاء كفر عن الظهار فحلت له ، فلما كان نصف الليل طلقها طلقة واحدة فحرمت عليه ، فلما كان وقت الفجر راجعها فحلت له. فأقبل المأمون على من حضر من أهل بيته فقال : هل فيكم أحد يستحضر أن يجيب عن هذه المسألة بمثل هذا الجواب؟ فقالوا : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فقال : قد عرفتم الآن ما تنكرون. وظهر في وجه القاضي يحيى الخجل والتغير وعرف ذلك كل من بالمجلس.
فقال المأمون : الحمد لله على ما من به علي من السداد في الأمر والتوفيق في الرأي ، وأقبل على أبي جعفر وقال : اني مزوجك ابنتي أم الفضل وان رغم لذلك أنوف قوم ، فاخطب لنفسك فقد رضيتك لنفسي وابنتي.
فقال أبو جعفر : الحمد لله إقرارا بنعمته ، ولا اله الا الله إخلاصا بوحدانيته ، وصلى الله على سيدنا محمد سيد بريته والأصفياء من عترته ، أما بعد فقد كان من فضل الله على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام فقال تعالى (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) ثم ان محمد بن علي بن موسى خطب الى أمير المؤمنين عبد الله المأمون ابنته أم الفضل وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو خمسمائة درهم جياد ، فهل زوجتني يا امير المؤمنين إياها على هذا الصداق.
فقال المأمون : زوجتك ابنتي أم الفضل على هذا الصداق المذكور. فقال أبو جعفر : قبلت نكاحها لنفسي على هذا الصداق المذكور.
قال الرمالي : وأخرج الخدم مثال السفينة من الفضة مطلية بالذهب فيها الغالية مضروبة بأنواع الطيب والماورد والمسك ، فتطيب منها الحاضرون على قدر