فيه تمر صيحاني ، وكأنه قبض قبضة من ذلك التمر فناولنيها فعددتها فوجدتها ثماني عشرة تمرة ، فتأولت أني أعيش بعدد كل تمرة سنة ، فلما كان بعد عشرين يوما وأنا في أرض لي تعمر بالزراعة إذ جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن علي الرضا ابن موسى من المدينة ونزوله في المسجد ، ورأيت الناس يسعون الى السلام عليه من كل جانب ، فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الذي رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم فيه وتحته حصير مثل الحصير التي رأيتها تحته صلىاللهعليهوسلم وبين يديه طبق من خوص وفيه تمر صيحاني ، فسلمت عليه فرد علي السلام واستدناني وناولني قبضة من ذلك التمر ، فعددتها فإذا هي بعدد ما ناولني رسول الله صلىاللهعليهوسلم في النوم ثماني عشرة تمرة ، فقلت : زدني. فقال : لو زادك رسول الله لزدناك.
وروى الحاكم أيضا بإسناده عن سعيد بن سعد عن أبي الحسن الرضا أنه نظر الى رجل فقال : يا عبد الله أوص بما تريد واستعد لما لا بد منه ، فمات الرجل بعد ذلك بثلاثة ايام.
وعن الحسن بن موسى قال : كنا حول أبي الحسن علي الرضا بن موسى ونحن شباب من بني هاشم ، فمر علينا جعفر بن عمر العلوي وهو رث الهيئة ، فنظر بعضنا الى بعض نظر مستهزئ به ، فقال الرضا : سترونه عن قريب كثير المال كثير الخدم حسن الهيئة. فما مضى إلا شهر واحد حتى ولي أمر المدينة وحسنت حاله ، وكان يمر بنا وحوله الخدم والحشم يسيرون بين يديه فنقوم ونعظمه وندعوا له.
وعن الحسين بن يسار قال : قال لي علي الرضا : ان عبد الله يقتل محمدا.
فقلت : عبد الله بن هارون يقتل محمد بن هارون. قال : نعم ، وقد وقع ذلك.
الى أن قال :