الفصل الثاني عشر
الإبحار من البصرة إلى جزيرة هرمز
الحمام الزاجل
لا أظن أن الكلام الآتي سيعد خارج موضوع الرحلة ، إذ يطيب لي قبل أن أضع خاتمة الفصل الخاص بأهم أخبار البصرة ، أن أروي أمرا لعل بعض الناس لا يصدقونه ، ولكنه حقيقي ، ومفاده أن بعض التجار الذين يتعاملون بين البصرة وبغداد يحضرون معهم من بغداد بعض أنواع الحمام ، لأنها كثيرة في تلك المدينة. وعندما ينقلون الحمام داخل أقفاص ، لا يدعون الضوء يتسرب إليها بكثرة. فعندما يصلون إلى البصرة يحبسون الحمام في غرفة إلى أن تحين الفرصة ليتصلوا بجماعتهم في بغداد من أجل أطلاعهم على هبوط أسعار التوابل أو صعودها في سوق البصرة ، فيكتبون رسالة ويربطونها تحت جناح الحمامة. ولكي لا تضيع المعالم على الحمام فلا ترجع إلى البيت الذي تربت فيه ، يخرج التجار إلى خارج المدينة مسافة ميل تقريبا ، ويطلقون