قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل [ ج ١٨ ]

    39/556
    *

    وقعت الطعنة في فصول الذراع فأكفاه عن فرسه فسقط عمرو على قفاه (من ضربة علي) ورفع رجليه فبدت سوءته وصرف علي وجهه عنه وانصرف الى عسكره.

    ومنهم العلامة أبو محمد أحمد بن أعثم الكوفي في «الفتوح» (ج ٣ ص ١٧٣ ط القاهرة)

    روي أنه خرج بسر بن أرطاة الى علي وهو ساكت لا ينطق بشيء خوفا من أن يعرفه علي إذ هو تكلم. قال : ونظر اليه علي فحمل عليه فسقط بسر على قفاه ورفع رجليه فانكشفت عورته ، وصرف علي وجهه عنه ووثب بسر قائما وسقطت البيضة عن رأسه فصاح أصحابه : يا أمير المؤمنين انه بسر بن (أبي) ارطأة. فقال أمير المؤمنين رضي‌الله‌عنه : دعوه فقد كان معاوية أولى بهذا الأمر من بسر.

    قال : فضحك معاوية من بسر ثم قال : لا عليك يا بسر ارفع طرفك ولا تستحيني فقد نزل بعمرو مثل الذي نزل بك. قال فصاح رجل من أهل الكوفة : ويلكم يا أهل الشام ، أما تستحيون لقد علمكم عمرو بن العاص في الحروب كشف السوءات ، ثم أنشأ وجعل يقول :

    في كل يوم فارس ذو كريهة

    له عورة وسط العجاجة باديه

    يكف لها عنه علي سنانه

    ويضحك منها في الخلاء معاوية

    بدت أمس من عمرو فنكس رأسه

    وعورة بسر مثلها حذو حاذية

    فقولا لعمرو وابن أرطاة ابصرا

    سبيلكما لا تلقيا الليث ثانية

    فلا تحمدا الا الخنا وخصا كما

    هما كانتا والله للنفس واقية

    فلو لا هما لم تنجوا من سنانه

    وتلك بما فيها من العود ناهية