وقد أضرّني الجوع ورأيتكم من بعيد من مسافة فرسخين فدنوت منكم وظننت أن يكون لي فيكم نصيب فقال له عليهالسلام : إنّني أبو الأشبال الإحدى عشر أما علمت أنّ براثني أشدّ من مخالبك فإن أحببت أريتك قال : فخضع اللّيث وذلّ وامتدّ بين يديه ونكس رأسه فجعل أمير المؤمنين عليهالسلام يمسح بيده الكريمة على هامته ويقول يا كلب الله في أرضه ما جاء بك إلينا؟ فقال السّبع : يا مولاي الجوع فدعا صلوات الله عليه اللهم آته برزقه بقدرتك بحقّك على محمّد وآل محمّد وبحقّ محمّد وآل محمّد عليك فالتفت وإذا بين يدي الأسد شيء على هيئة الجمل وهو يفترسه ويأكله حتّى أتى على آخره ثمّ قال : يا مولاي نحن والله ما نأكل رجلا يحبّك ويحبّ عترتك وأهل بيتك وينتحل بعترتك وبمحبّة الهاشميّ فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : أين تكون وأين تأوي؟ فقال : يا أمير المؤمنين إنّي وأهلي وجميع السّباع مسلطون على أهل الشّام فهم فراسنا ليلا ونهارا ونحن نأوي إلى النّيل فقال له : ما الّذي جاء بك إلى الكوفة؟ قال : يا أمير المؤمنين أتيت الحجاز قاصدا زيارتك فلم أصادفك وإنّي قد أرسلت في هذه اللّيلة إلى رجل يقال له : سنان بن وائل ممّن أفلت من حرب صفّين وكان يحاربك وإنّه نزل بالقادسيّة وهو رزقي في ليلتي هذه لأنّه من مبغضيك ومعانديك من أهل الشّام ثمّ جعل يمرّغ وجهه على أقدام أمير المؤمنين عليهالسلام ثمّ توجّه إلى القادسيّة فتعجّبت من ذلك فقال لي أمير المؤمنين عليهالسلام : ممّ تعجّب أهذا أعجب أم الشمس أم العين أم الكواكب فوالّذي فلق الحبّة وبرء النّسمة لو أحببت أن ارى النّاس ممّا علّمني رسول الله صلىاللهعليهوآله من الآيات والمعجزات والعجائب يرجعون كلّهم كفّارا ثمّ رجع أمير المؤمنين عليهالسلام إلى مستقرّه ، ثمّ وجّهني إلى القادسيّة قبل أن يقيم الإقامة المؤذّن قال : فسمعت النّاس يقولون : افترس السّبع سنان بن وائل قال منقد : فأتيت فيمن أتاه أنظر إليه فما ترك السّبع إلّا رأسه وبعض أعضائه مثل أطراف الأصابع وأتى على باقيه فحمل رأسه إلى الكوفة بين يدي أمير المؤمنين عليهالسلام