في «طبقات الشافعية الكبرى» (ج ٢ ص ٦٨ ط القاهرة) قال :
روى أنّ عليّا وولديه الحسن والحسين رضياللهعنهم سمعوا قائلا يقول في جوف اللّيل :
يا من يجيب دعا المضطرّ في الظلم |
|
يا كاشف الضّر والبلوى مع السّقم |
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا |
|
وعين جودك يا قيّوم لم تنم |
هب لي بجودك فضل العفو عن زللي |
|
يا من إليه رجاء الخلق في الحرم |
إن كان عفوك لا يرجوه ذو خطاء |
|
فمن يجود على العاصين بالنّعم |
فقال عليّ رضياللهعنه لولده : اطلب لي هذا القائل فأتاه فقال : أجب أمير المؤمنين فأقبل يجرّ شقّيه حتّى وقف بين يديه فقال : قد سمعت خطابك فما قصّتك؟ فقال : إنّي كنت رجلا مشغولا بالطرب والعصيان وكان والدي يعظني ويقول : إنّ لله سطوات ونقمات وما هي من الظالمين ببعيد ، فلمّا ألحّ في الموعظة ضربته فحلف ليدعونّ عليّ ويأتي مكّة مستغيثا إلى الله ففعل ودعا فلم يتمّ دعاؤه حتّى جفّ شقّي الأيمن فندمت على ما كان منّي وداريته وأرضيته إلى أن ضمن لي أنّه يدعو لي حيث دعا عليّ فقدّمت اليه ناقة فأركبته فنفرت النّاقة ورمت به بين صخرتين فمات فقال عليّ رضياللهعنه : رضي الله عنك إن كان أبوك رضي عنك فقال : والله كذلك فقام عليّ كرّم الله وجهه وصلّي ركعات ودعا بدعوات أسرّها إلى الله عزوجل ثمّ قال : يا مبارك قم فقام ومشي وعاد إلى الصّحة كما كان ثمّ قال : لو لا أنّك حلفت أنّ أباك رضي عنك ما دعوت لك.