والناصب له : ما تقدمه من الفعل ، أو شبهه.
فمثال الفعل : «سيري والطريق مسرعة» أي مع الطريق ، فالطريق : منصوب ب «سيري» ومثال شبه الفعل : «زيد سائر والطريق» وأعجبني سيرك والطريق» فالطريق منصوب بسائر وسيرك. (وزعم قوم أن الناصب للمفعول معه الواو ، وهو غير صحيح ، لأن كل حرف اختص بالاسم ولم يكن كالجزء منه ، لم يعمل إلا الجرّ كحروف الجر ، وإنما قيل «ولم يكن كالجزء منه» احترازا من الألف واللام ؛ فإنها اختصت بالاسم ولم تعمل فيه شيئا لكونها كالجزء منه ، بدليل تخطي العامل لها ، نحو «مررت بالغلام»).
ويستفاد من قول المصنف «في نحو سيري والطريق مسرعة» أن المفعول معه مقيس فيما كان مثل ذلك ، وهو : كل اسم وقع بعد واو بمعنى مع ، وتقدّمه فعل أو شبهه ، وهو الصحيح من قول النحويين.
وكذلك يفهم من قوله : «بما من الفعل وشبهه سبق» أن عامله لا بد أن يتقدم عليه ، فلا تقول : «والنيل سرت» وهذا باتفاق ، وأما تقدّمه على مصاحبه ، نحو «سار والنيل زيد» ففيه خلاف ، والصحيح منعه.
نصب المفعول معه بفعل مضمر :
وبعد «ما» استفهام أو «كيف» نصب |
|
بفعل كون مضمر بعض العرب |
حقّ المفعول معه أن يسبقه فعل أو شبهه ، كما تقدّم تمثيله ، وسمع من كلام العرب نصبه بعد «ما» و «كيف» الاستفهاميتين من غير أن يلفظ بفعل ، نحو «ما أنت وزيدا؟» (١) و «كيف أنت وقصعة من
__________________
(١) ما أنت وزيدا : ما اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب خبر مقدم لتكون المحذوفة. أنت : ضمير منفصل في محل رفع اسم تكون ـ وهذا الضمير في الأصل مستتر فيها فلما حذفت برز وانفصل. وزيدا : الواو للمعية. زيدا : مفعول معه منصوب بتكون المحذوفة.