كما في قول النّابغة : (١)
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا |
|
إلى حمامتنا ونصفه فقد |
بالوجهين ، برفع الحمام ونصبه (٢)
ذكر إنّ وأنّ (٣)
إنّ المكسورة لا تغيّر معنى الجملة بمعنى أنّها لا تخرجها عن حكم الاستقلال ولذلك يحسن السكوت على الجملة التي دخلت عليها ، كما كان يحسن السكوت عليها قبل دخولها فإذا قلت : إنّ زيدا قائم ، أفدت به ما أفدت بقولك : زيد قائم مع زيادة التأكيد والمبالغة ، وأنّ المفتوحة تغيّر معنى الجملة وتجعلها في تأويل المفرد ، الذي هو مصدر خبرها نحو : أعجبني أنّك قائم أي قيامك ، وأعجبني أنّ زيدا أخوك أي أخوّة زيد ، فهي مع الجملة التي بعدها في تأويل المفرد ، فإن تعذّر قدّرت بالكون نحو : أعجبني أنّ هذا زيد ، أي كونه زيدا ، ومن أجل كون المكسورة لا تغيّر معنى الجملة ، وجب الكسر لفظا أو حكما في كلّ موضع تبقى فيه الجملة بحالها ، ومن أجل كون المفتوحة تغيّر معنى الجملة وتجعلها في حكم المفرد ، وجب الفتح لفظا أو حكما في كلّ موضع تكون مع ما بعدها في محلّ المفرد. (٤)
__________________
(١) النابغة هو زياد بن معاوية ويكنى أبا أمامة انظر أخباره في طبقات فحول الشعراء ، ١ / ٥٠ والشعر والشعراء ، ١ / ٩٢ والبيت ورد في ديوانه ، ٢٤ وورد منسوبا له في الكتاب ، ٢ / ١٣٧ ، والخصائص ، ٢ / ٤٦٠ ومعاني الحروف ، ٨٩ والإنصاف ، ٢ / ٤٧٩ ورصف المباني ، ٢٩٩ ـ ٣١٦ ـ ٣٠٨ ومغني اللبيب ، ١ / ٦٣ ـ ٢٨٦ ـ ٣٠٨ وشرح الشواهد ، ١ / ٤٨٢ وشرح التصريح ، ١ / ٢٢٥ ، وورد من غير نسبة في شرح الكافية ، ٢ / ٣٤٨ وهمع الهوامع ، ١ / ٦٥ ـ ١٤٣ وشرح الأشموني ، ١ / ٢٨٤.
(٢) في الكتاب ، ٢ / ١٣٧ : وأما ليتما زيدا منطلق ، فإن الإلغاء فيه حسن وقد كان رؤبة بن العجاج ينشد هذا البيت رفعا ، وهو قول النابغة الذبياني (البيت).
(٣) الكافية ، ٤٢٤.
(٤) إيضاح المفصل ، ٢ / ١٦٦ وشرح المفصل ، ٨ / ٥٩.