إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الكنّاش في فنّي النّحو والصّرف [ ج ٢ ]

كتاب الكنّاش في فنّي النّحو والصّرف [ ج ٢ ]

73/461
*

ذكر حروف الجرّ (١)

حرف الجرّ ما وضع للإفضاء بفعل أو شبهه أو معناه إلى ما يليه ، قوله : ما وضع للإفضاء أي للإيصال ، وقوله : إلى ما يليه ، أي إلى ما يلي حرف الجرّ من الأسماء وقوله : بفعل احتراز من الاسم ، والحرف ، فإنّ الأصل / في الاسم أن لا يعمل ، وما عمل منه (٢) إنّما كان لشبهه بالفعل ، وكذلك الحرف قوله : وشبهه (٣) أو معناه أي شبه الفعل من الأسماء أو معنى الفعل من الأسماء كاسم الفاعل والمفعول وغير ذلك ، أمّا الفعل فنحو : مررت بزيد ، وأمّا شبه الفعل فنحو : أنا مارّ بزيد ، ومروري بزيد حسن فالباء هي التي أوصلت الفعل وشبهه إلى ما يليها من الاسم ، وأمّا معنى الفعل فنحو : زيد في الدار لإكرامك ، فاللّام متعلّقة بما في الدّار من معنى الاستقرار ، وكذلك هذا أبوك في الدّار ، فإنّ العامل ما في هذا من معنى الإشارة وإذا قلت : خرجت من البصرة فمن أوصلت معنى الخروج إلى البصرة على سبيل الابتداء ، وكذلك قدمت إلى بغداد فإلى أوصلت معنى القدوم إلى بغداد ، على سبيل الانتهاء.

وسمّيت حروف الجرّ إمّا لأنّها تجرّ معاني الأفعال إلى الأسماء (٤) وإما لأنّها أضيفت إلى عملها كقولهم : حروف الجزم وحروف النصب (٥).

وحروف الجرّ ثمانية عشر حرفا وهي : من وإلى وحتّى وفي والباء واللام وربّ وواو ربّ وواو القسم وتاؤه وعن وعلى والكاف ومنذ ومذ وحاشا وعدا وخلا.

واعلم أنّ عشرة من هذه الحروف وهي : من وإلى وحتّى وفي والباء واللّام وربّ وواو ربّ وواو القسم وتاؤه لا تكون إلّا حروفا ، وخمسة تكون حروفا وأسماء وهي : عن وعلى والكاف ومنذ ومذ ، والثلاثة البواقي تكون حروفا وأفعالا وهي :

__________________

(١) في الكافية ، ٤٢٣ حروف الجر ما وضع للإفضاء بفعل أو معناه إلى ما يليه ونحوه في شرح الوافية ، ٣٨٠.

(٢) في الأصل منها.

(٣) قوله : وشبهه سقط من الحد المذكور في الكافية ، ومن شرح الوافية ، ٣٨٠ ، وذكر عند الرضي ، ٢ / ٣٩٩.

(٤) نسبه السيوطي في الهمع ، ٢ / ١٩ إلى ابن الحاجب ونحوه في شرح الوافية ، ٣٨٠.

(٥) نسب إلى الكوفيين في الهمع ، ٢ / ١٩ وفي إيضاح المفصل ، ٢ / ١٤٠ بعد ذكره الرأي الأول قال «وكذلك تجره» وانظر شرح المفصل ، ٨ / ٧ وشرح الكافية ، ٢ / ٣١٩ وحاشية الخضري ، ١ / ٢٢٦.