القسم الثالث
في الحرف (١)
وهو ما دلّ على معنى في غيره ، والهاء في غيره راجعة إلى ما دلّ ، وقد تقدّم الكلام على الحرف في أول الكتاب (٢) والحرف يأتي لمعنى في الاسم خاصة ؛ كحرف التعريف ، وحرف الجرّ ، وحرف النداء ، ويأتي لمعنى في الفعل خاصة كقد والسين وسوف والجوازم والنواصب ، ويأتي للربط ويندرج فيه ما يربط بين اسمين أو بين فعلين مجرّدين عن الضمير تقديرا كحرف العطف ، أو بين اسم وفعل ، كحرف الجرّ أو بين جملتين كحرف الشّرط ، وإذن ، وواو الحال ، وحرف الجواب ، ويأتي لقلب معنى الجملة ، وهو إمّا مغيّر للإعراب نحو : ليت ولعلّ وكأنّ ، وإمّا غير مغيّر كحرف الاستفهام ، وحرف النفي ، ويأتي للتوكيد ؛ إمّا مغيّر للإعراب نحو : إنّ وأنّ ، أو غير مغيّر له نحو : لام الابتداء ، ويأتي للزيادة إمّا في الجملة نحو : بحسبك زيد ، وما زيد بقائم ، وإمّا في غير الجملة كقوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ)(٣) والحرف ينقسم : (٤) إلى بسيط : ويراد به ما هو حرف واحد كالباء واللّام وكاف التشبيه ونحوها ، وإلى مركّب : إمّا ثنائي كمن وعن وإمّا ثلاثي كعلى أو رباعي كحتّى أو خماسي نحو : لكنّ (٥) ولا يتجاوز أصول الأسماء في العدّة.
__________________
(١) المفصل ، ٢٨٣ والكافية ، ٤٢٢.
(٢) في ١ / ١١٥.
(٣) من الآية ١٥٥ من سورة النساء وبعدها في الأصل مشطوب عليه «وقال ابن السراج إنه لا زائد في كلام العرب ، لأن كل ما يحكم بزيادته فإنه يفيد التوكيد فهو داخل» وأعاده أبو الفداء في حروف الزيادة وأتمه بالقول : فهو داخل في قسم المؤكد وفي الأصول ، ٢ / ٢٥٩ ما يفيد أن الزائد يفيد التوكيد ويأتي لغيره ، وانظر الأصول أيضا ، ١ / ٤٢ ـ ٤٣ وشرح المفصل ، ٨ / ٥.
(٤) بعدها في الأصل مشطوب عليه «أيضا».
(٥) معاني الحروف ، للرماني ، ١٣٣.