عسى أن تأتي تلك الطريق بشرّ ، والبأس مصدر وجمعه أبؤس ، وقيل : لا يجوز أن يكون أن مع الفعل خبرا لاسم عسى ، لأنّ ذلك في تأويل المصدر ، والمصدر لا يخبر به عن الجثّة ، إذ تقديره : عسى زيد الخروج ، وأجيب عنه بجوابين : أحدهما : أنّ المصدر هنا بمعنى اسم المفعول ، إذ تقديره : قارب زيد الخروج ، والثاني : أنّه على تقدير حذف المضاف أي عسى زيد ذا خروج (١).
ذكر عسى التّامّة
وهي تقدّر بفعل لازم وهو قرب إذا تقدّم الخبر على اسمها نحو : عسى أن يقوم زيد ، فقولك : أن يقوم فاعل عسى ، وزيد فاعل يقوم ، والتقدير قرب / قيام زيد فإن قدمت زيدا على عسى ، جاز أن تكون تامة وجاز أن تكون ناقصة ، فإذا قلت : زيد عسى أن يقوم ، فإن جعلت في عسى ضميرا يعود إلى زيد فعسى ناقصة ، وأن يقوم في موضع نصب بأنه خبرها ، وإن لم تجعل فيها ضميرا فهي التامّة ، وأن يقوم في موضع رفع فاعل عسى ، فتقول في الناقصة : الزيدان عسيا أن يقوما ، وفي التامة : الزيدان عسى أن يقوما ، فتبرز الضمير المستكنّ في الناقصة ، والتامّة لا ضمير فيها ؛ لأنّ ما بعدها هو الفاعل (٢) ، ويجوز في الناقصة حذف أن من خبرها حملا على كاد ، فتقول : عسى زيد يخرج ، ومنه قول الشّاعر : (٣)
__________________
(١) قال السيوطي في الهمع ، ١ / ١٣٠ ولا خلاف في ذلك حيث كان الفعل بعدها غير مقرون بأن ، أما المقرون بها ، فزعم الكوفيون أنه بدل من الأول بدل المصدر فالمعنى في كاد أو عسى زيد أن يقوم ، قرب قيام زيد ، فقدّم الاسم وأخّر المصدر ، وزعم آخرون أن موضعه نصب بإسقاط حرف الجر ، لأنّه يسقط كثيرا مع أن ، وقيل : يتضمّن الفعل معنى قارب ، وزعم ابن مالك أن موضعه رفع فإنّ الفعل بدل من المرفوع سادّ مسدّ الجزءين وانظر إيضاح المفصل ، ٢ / ٩١ وشرح الكافية ، ٢ / ٣٠٢.
(٢) نقل السيوطي في الهمع ، ١ / ١٣١ عن أبي حيان قوله : وقفت من قديم على نقل ، وهو أن ـ التجريد لغة لقوم من العرب ، والإلحاق لغة لآخرين ونسيت اسم القبيلتين فليس كلّ العرب تنطق باللغتين وإنما ذلك بالنسبة إلى لغتين.
(٣) البيت لهدبة بن الخشرم ، نسب له في الكتاب ، ٣ / ١٥٨ ـ ١٥٩ وشرح المفصل ، ٧ / ١٢١ وشرح الشواهد ، ١ / ٢٦٠ وشرح التصريح ، ١ / ٢٠٦ وشرح شواهد المغني ، ١ / ٤٤٣ وورد من غير نسبة في المقتضب ، ٣ / ٧٠ وشرح الكافية ، ٢ / ٣٠٤ والمغني ، ١ / ٥٢ والهمع ، ١ / ١٣٠ وشرح الأشموني ، ١ / ٢٦٠ ـ ٢٦٤.