إذا بني منها استفعل نحو : استعورت عينه فيصحّ حرف العلّة في المزيد فيه كما صحّ في عور وصيد لأنّ حكم المزيد فيه كحكم أصله.
ومنه : ليس وأصلها ليس بكسر الياء مثل علم ، وإنما لم تقلب فيها الياء ألفا لتحركها في الأصل وانفتاح ما قبلها لأنّهم ألزموها السكون ليكون ذلك إشعارا بأنها لا تنصرف فلم يقولوا في ليس لاس ، كما قالوا في هيب هاب لأنّها لمّا كانت لا تتصرّف صارت مثل الحرف الساكن / أبدا نحو : ليت ولقوّة مشابهة ليس بليت لم يقولوا : لست (١) كما قالوا هبت ، وقد جاء في صيد البعير : صيد وفي علم : علم بالإسكان فيهما مثل ليس وهو جائز فيها غير لازم ، لأنّهما لم يشبها ليت كمشابهة ليس لها وصيد وعلم بالتسكين فرعان لصيد وعلم المتحركين ، لأن فعل بسكون العين لا يكون في الأفعال (٢).
ومنه : صحّة العين في الاسم نحو : هو أقول الناس ، من أقاله البيع (٣) وهو أبيعهم ، لأن الاسم إذا جاء على مثال الفعل وليس فيه ما يفرق بينهما صحّح ليكون تصحيحه وإعلال الفعل فارقا بينهما ، وأمّا صحّة العين في فعل التعجب نحو : ما أقوله من أقاله البيع وما أبيعه ، فلكونه فعلا غير متصرّف فأشبه الأسماء فصحّح فيه حرف العلّة كما صحّح في الأسماء (٤) ، وشذّ : أجودت والقياس أجادت لأنّ أصله الثلاثي جاد وهو قد أعلّ (٥) وكذلك شذّ : استروح إليه واستحوذ ، ومعناه غلب ، واستجود (٦) واستصوب والقياس استراح واستحاذ واستجاد واستصاب ، وكذلك شذّ : أطيبت إذا جاءت بالطيب ، وأغيلت إذا أرضعت ولدها وهي حامل ، وأخيلت إذا تهيّأت للمطر ، وأغيمت واستغيل والقياس : أطابت وأغالت وأخالت وأغامت واستغال وكذلك شذّ استنوق (٧)
__________________
(١) حكى الفراء أن بعضهم قال لست بكسر اللام ، الهمع ، ١ / ١١٥ وانظر الكتاب ، ٤ / ٣٤٣.
(٢) المنصف ، ١ / ٢٥٨.
(٣) يقال : أقاله يقيله إقالة ، وتقايلا إذا فسخا البيع ، وعاد المبيع إلى مالكه ، والثمن إلى المشتري إذا كان قد ندم أحدهما أو كلاهما. اللسان ، قيل.
(٤) الكتاب ، ٤ / ٣٥٠ وشرح المفصل ، ١٠ / ٧٦.
(٥) الكتاب ، ٤ / ٣٤٦ وشرح الشافية ، ٣ / ٩٧.
(٦) يقال : استجدت الشيء وأعددته جيدا واستجاد الشيء وجده جيدا أو طلبه جيدا. اللسان ، جود.
(٧) من قولهم في المثل قد استنوق الجمل ، وهو مثل يضرب للرجل يكون في حديث ثم يخلط ذلك بغيره