عودت وعودت مثل ضربت وضربت فنقلت كسرة العين وهي الواو إلى الفاء بعد إزالة ضمّتها ، وحذفت العين لسكونها وسكون لام الفعل لاتصال ضمير الفاعل بها بقي عدت بكسر العين ولك في ذلك الإشمام أيضا ، ولك أن تبقي ضمّة الفاء فتقول : عدت وعدت وباب اخترت كذلك فتقول اخترت يا رجل واخترت أنا بكسر الفاء وضمّها الخالصين وبالإشمام ، وجمع المؤنّث المخاطب كذلك نحو : عدتنّ وعدتنّ ، وأمّا باب أقيم واستقيم لا يجىء فيه غير كسر الفاء ، لأنّ الأصل أقوم واستقوم مثل أخرج واستخرج فنقلت الكسرة عن العين وهي الواو في أقوم واستقوم إلى الفاء فسكنت الواو وانكسر ما قبلها فقلبت ياء بقي : أقيم واستقيم (١) وقد تقدّم أيضا الكلام على ذلك في قسم الفعل.
ذكر صحّة حرف العلّة عينا (٢)
فمن ذلك : عور وحول وصيد وازدوجوا واجتوروا وإنّما صحّ حرف العلّة في هذه الكلمات مع تحركه وانفتاح ما قبله لأنّ عور بمعنى أعور وحول بمعنى أحول وصيد بمعنى أصيد ، وهو داء يصيب البعير فيرفع له رأسه ، وازدوجوا بمعنى تزاوجوا واجتوروا بمعنى تجاوروا ، وحرف العلّة في هذه يجب أن يصحّ لسكون ما قبله (٣) ولذلك صحّ فيما هو بمعناه ، وشذّ عارت عينه تعار قال الشّاعر : (٤)
... |
|
أعارت عينه أم لم تعارا |
ومنه : ما لحقته الزيادة (٥) من ذلك نحو : أعور الله عينه ، وأصيد بعيره وكذلك
__________________
(١) شرح المفصل ، ١٠ / ٧٤.
(٢) المفصل ، ٣٧٧.
(٣) المنصف ، ١ / ٢٦٠.
(٤) هذا عجز بيت صدره :
تسائل بابن أحمر من رآه
نسبه البغدادي في شرح شواهد الشافية ، ٤ / ٣٥٣ ـ ٣٥٥ إلى عمرو بن أحمر بن باهلة وهو أحد عوران قيس ، وورد البيت من غير نسبة في المنصف ، ١ / ٢٦٠ ـ ٣ / ٤٢ وشرح المفصل ، ١٠ / ٧٥ وحاشية ياسين على شرح التصريح ، ٢ / ٣٨٧.
(٥) المفصل ، ٣٧٧.