العين المضاعفة هنا ما قيل في النون وكذلك الكلام فيما يأتي من ذلك.
ذكر إبدال الياء من الباء الموحّدة (١)
وأبدلت منها في قول الشاعر : (٢)
لها أشارير من لحم تتمّره |
|
من الثّعالي ووخز من أرانيها |
أي من الثعالب ، ومن أرانبها ، فأبدل الياء من الباء فيهما ، يصف عقابا والأشارير جمع إشرارة ، وهي القطعة من اللّحم تجفّف للادّخار ، ومعنى تتمره تجففه من التمر ، والوخز القطعة من اللّحم ، وأبدلت الياء أيضا من الباء في التضعيف في قولهم : لا وربيك (٣) والأصل : لا وربّك بباء مشددة ، فأبدلوا من الباء الثانية ياء ، وكذلك ديباج والأصل دبّاج عند من جمعه على دبابيج (٤).
ذكر إبدال الياء من التاء المثنّاة الفوقيّة (٥)
وهو نحو قول الشّاعر : (٦)
... |
|
وايتصلت بمثل ضوء الفرقد |
فأبدل من التاء الأولى في اتّصلت ياء.
__________________
لعاعة ، يغني أن الدنيا كالنبات الأخضر قليل البقاء ، ومنه قولهم : ما بقي في الدنيا ، إلا لعاعة أي بقية يسيرة ، وحديث «إنما الدنيا لعاعة» في الفائق ، ٢ / ٢٢٥ والنهاية ، ٤ / ٦٣.
(١) المفصل ، ٣٦٥.
(٢) البيت اختلف حول قائله ، ورد في الكتاب ، منسوبا لرجل من يشكر ، ونسبه ابن منظور في المواد : رنب وتمر ووخز ، لأبي كاهل اليشكري ، وأورد الخلاف البغدادي في شرحه على شواهد الشافية ، ٤ / ٤٤١ ـ ٤٤٣ فقال : البيت لأبي كاهل اليشكري ، وقيل للنمر بن تولب اليشكري ، وورد البيت من غير نسبة في المقتضب ، ١ / ٢٤٧ ومجالس ثعلب القسم الأول ، ١٩٠ وشرح المفصل ، ١٠ / ٢٨ والمقرب ، ٢ / ١٦٩ وشرح الشافية ، ٣ / ٢١٢ وهمع الهوامع ، ١ / ١٨١ ـ ٢ / ١٥٧.
(٣) المفصل ، ٣٦٤ وفيه : لا وربيك لا أفعل.
(٤) الديباج : ضرب من الثياب مولد ، والجمع دياجيج ودبابيج ، اللسان ، دبج وشرح المفصل ، ١٠ / ٢٦.
(٥) المفصل ، ٣٦٥.
(٦) هذا الرجز قائله مجهول ، وقبله :
قام بها ينشد كلّ منشد
وقد ورد في شرح المفصل ، ١٠ / ٢٦ والممتع ، ١ / ٣٧٨ والمقرب ، ٢ / ١٧٢ ولسان العرب وصل وشرح الأشموني ، ٤ / ٣٣٧.