اغزي يا هند ، لأنّ الأصل اغزوي مثل اخرجي فاستثقلوا كسرة الواو فحذفوها فالتقى ساكنان الواو والياء فأسقطوا الواو لالتقاء الساكنين ، وأبدلوا من ضمّة الزاي التي كانت قبل الواو كسرة لتصحّ الياء بعدها ، لأنّها لو بقيت لانقلبت الياء واوا ، فضمّة زاي اغزي أصلية تقديرا (١) فإذا اتّصل بها كلمة من قبلها ، آخرها ساكن فتسقط همزة الوصل ويستوي في تحريك الساكن الأول الضمّ والكسر كقولك : قالت اغزي بتحريك تاء قالت بالضمّ والكسر لما قلنا فلو وجدت ضمّة في نفس الكلمة الثانية لكنّها ضمّة غير أصلية لم يستو الأمران مثل (أَنِ امْشُوا)(٢) و (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ)(٣) فإنّ ضمّة شين امشوا ليست أصلية لأنّ الأصل : امشيوا بكسر الشين وضمّ الياء فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت ، فالتقى ساكنان الياء والواو فحذفت الياء وأبدل من كسرة الشين ضمّة لتصحّ الواو وكذلك ضمّة راء امرؤ لزوالها في النصب والجرّ كقولك : رأيت امرأ ومررت بامرىء ، ولو وجدت ضمّة بعد السّاكن الثاني لكن لا في الكلمة الثانية ، وإن كانت أصلية لم يكن تحريك أحد الساكنين بالضمّ والكسر على السّواء مثل : (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ)(٤) فإن ضمّة الحاء وإن كانت أصلية بعد السّاكن الثاني ، ولكن ليست في الكلمة الثانية ، لأنّ حرف التعريف كلمة مستقلة فالضمّة التي بعده في كلمة أخرى لا في الثانية ، لأنّ الثانية هي لام التعريف ، وليس فيها ضمّة فلا يستوي فيه الأمران وإنما استوى الضمّ والكسر فيما تقدّم ولم يلزم الضم كما لزم في همزة الوصل في نحو : اخرج واقتل ، لأنّ همزة الوصل مع الضمّة في كلمة واحدة ، وليس ما ذكرناه مع هذه الضمة في كلمة واحدة فافترقا.
ومما حرّك على خلاف الأصل قوله تعالى : (مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ، الَّذِي)(٥) فإنّه
__________________
٢ / ١٥٣ عن الضم «وهذا كله عربي قد قرىء».
(١) لأنها من باب نصر ينصر فالزاي مضمومة في الأصل ولا اعتداد بكسرتها العارضة مناهج الكافية ، ٢ / ١١٥.
(٢) من الآية ٦ من سورة ص.
(٣) من الآية ١٧٦ من سورة النساء.
(٤) من الآية ٥٧ من سورة الأنعام.
(٥) من الآيتين ٢٥ ـ ٢٦ من سورة ق ، ولم أقف على صاحب هذه القراءة وفي التبيان ، ٢ / ١١٧٦ «الجمهور على كسر التنوين وقرىء بفتحها فرارا من الكسرات والياء».