جنس حركة ما قبلها على غير قياس ، لأنّ قياس مثلها أن يجعل بين بين فقلبوها
على غير قياس ياء إذا انكسر ما قبلها نحو قوله في واجىء بالهمز : هو واجي بياء محضة في الوصل ، وألفا إذا انفتح ما قبلها نحو : سأل بألف محضة في نحو
قول حسّان :
سالت هذيل
رسول الله فاحشة
|
|
ضلّت هذيل
بما سالت ولم تصب
|
وكانوا قد
سألوا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم إباحة الزّنا ، والشاهد فيه قوله : سالت بألف محضة ، والأصل سألت بهمزة
مفتوحة قبلها سين مفتوحة ، وقياسها بين بين لا قلبها ألفا ، واعلم أنّ الخارج عن
القياس إنّما هو واجي بقلب الهمزة ياء في الوصل كما / قلنا ، لا واجيء في البيت
المشهور الذي هو :
وكنت أذلّ من
وتد بقاع
|
|
يشجّج رأسه
بالفهر واجي
|
خلافا لسيبويه فإنّ قلبها ياء في البيت المذكور شاذّ عنده ، وليس بحقّ
لأنّ الهمزة سكّنها الوقف وقبلها مكسور وهو الجيم فهو كثير فقياسها أن تقلب ياء محضة كما فعل الشّاعر وقد حذفوا
الهمزة في «كل ومر وخذ» حذفا غير قياسي ، لأنّ قياس الأمر من هذه الأفعال أن يقال
: أؤكل وأؤمر وأؤخذ ، لأنّ الأصل أأكل ، أأخذ ، أأمر ، إلا أنّ هذه الأفعال كثر
استعمالها فاستثقلوا ذلك فيها ، فأسقطوا الهمزة الثانية
__________________