فأمالوا : هذا كافر ولم يميلوا مررت بقادر ، لأنّ الراء لمّا تباعدت لم تغلب حرف الاستعلاء لكنّ بعضهم خالف ففخم نحو : كافر وأمال نحو : بقادر (١) ، وشذ إمالة الحجاج والناس ، لأنهما في حالة الرفع والنصب ليس فيهما كسرة ولا ياء ولا شيء من أسباب الإمالة (٢) وقد أميلت الفتحة قبل الرّاء المكسورة من أجلها لتشبه الفتحة الكسرة نحو / من الضّرر ومن الكبر والمحاذر (٣) بإمالة الذال دون الألف لأنّ كسرة الراء لم تقو على إمالة الألف مع الذال ، لأنّ الألف قبلها فتحة ، والحرف الذي بعدها وهو الذال مفتوح أيضا (٤) والحروف لا تمال نحو : حتّى وعلى وأمّا ، وإلّا (٥) ، إلّا إذا سمّي بها ، وقد أميلت «بلى» لشبهها بالاسم لكونها على ثلاثة أحرف ، وأميلت «لا» في «إمّا لا» لإغنائها عن الجمل لأنّها قد تقع جوابا ويكتفى بها وكذلك «يا» في النداء أميلت لأنّها نائبة عن الفعل ، والأسماء المبنيّة (٦) يمال منها ما يستقلّ بنفسه ، نحو : ذا ومتى ، وأنّى ، ولا يمال ما ليس بمستقلّ نحو «ما» الاستفهامية أو الموصوفة أو الشرطية ونحو : إذا ، وأمّا «عسى» فإمالتها جيّدة (٧).
الفصل الثاني
في الوقف (٨)
وهو قطع الكلمة عمّا بعدها لفظا أو تقديرا ، ويشترك فيه الاسم والفعل والحرف ، وفي الوقف على ما هو متحرك في الوصل لغات :
منها : الإسكان الصريح في كلّ حال كقولك : هذا بكر ورأيت بكر ومررت ببكر
__________________
(١) الكتاب ، ٤ / ١٣٨ وفي الشافية ، ٥٣٠ «وبعضهم يعكس وقيل هو الأكثر» وانظر مناهج الكافية ، ٢ / ١٧٠.
(٢) الكتاب ، ٤ / ١٢٧ ـ ١٢٨ والمقتضب ، ٣ / ٥١ وشرح المفصل ، ٩ / ٦٣.
(٣) المفصل ، ٣٣٧.
(٤) شرح المفصل ، ٩ / ٦٥.
(٥) في الكتاب ، ٤ / ١٣٥ «ومما لا يميلون ألفه حتّى وأمّا وإلّا» وانظر المفصل ، ٣٣٧ ـ ٣٣٨ وشرح الشافية للجاربردي ، ١ / ٢٤٧.
(٦) غير واضحة في الأصل.
(٧) في المقتضب ، ٣ / ٥٣ فأما عسى فإمالتها جيدة لأنها فعل وألفها منقلبة عن ياء تقول عسيت كما تقول رمى ، رميت» وفي المفصل ، ٣٣٨ قال المبرد : وإمالة عسى جيدة.
(٨) المفصل ، ٣٣٨ ، وشرح الشافية ، ٥٢٠.