أحدها : أن يقع بقرب الألف كسرة ككسرة عين عماد ولام عالم يستوي في ذلك التأخر والتقدّم ، وإنّما تؤثّر الكسرة قبل الألف إذا تقدمته ، إمّا بحرف ككسرة عين عماد ، أو بحرفين أولهما ساكن ككسرة شين شملال ، فإن تقدمت الكسرة الألف إما بحرفين متحركين نحو قولك : أكلت عنبا أو بثلاثة أحرف نحو : فتلت قنّبا لم تمنع الإمالة ، وأمّا قولهم : يريد أن ينزعها ويضربها وهؤلاء عندها ، وله درهمان بإمالة الألف لكسرة الزاي في ينزعها وراء يضربها وعين عندها ، ودال درهمان ، فشاذ ، والذي سوغه أنّ الهاء خفية فهي كالمعدومة فلم تعدّ حاجزا (١).
واعلم أنّ الألف تمال مع الفتحة في نحو : يريد أن يضربها ، ولا تمال مع الضمة في قولك : هو يضربها ، لأنّ الضمة من الواو ، والواو الساكنة لا إمالة معها ، والفتحة أقرب إلى الكسرة من الواو ، فلذلك أميلت مع الفتحة ولم تمل مع الضمة.
ثانيها : أن تقع بقرب الألف ياء وتقدمت الياء نحو : سيال وشيبان (٢) وأميلت فيهما الألف من أجل الياء ، لأنّ الألف تطلب فتح الفم والياء تطلب خلاف ذلك ، فأميلت الألف ليجري اللسان على / طريقة واحدة والسيال : ضرب من الشجر (٣).
ثالثها : أن تكون الألف منقلبة عن واو مكسورة نحو ألف : خاف فإنّها ممالة واختلف في سبب (٤) إمالتها ، والأولى أن يقال : إنّها للكسرة التي كانت في عين الفعل إذا أصل خاف خوف (٥).
رابعها : أن تكون الألف منقلبة عن ياء نحو : ألف هاب لأنّه من الهيبة وألف ناب لأن جمعه أنياب ، فالإمالة هنا لتدلّ على أنّ أصل الألف الياء وليست للمشاكلة كما تقدّم إذ لا ياء ها هنا في اللفظ ولا كسرة (٦).
__________________
(١) شرح المفصل ، ٩ / ٥٧ وانظر شرح الشافية للجاربردي مع حاشية ابن جماعة ، ١ / ٢٣٩.
(٢) الكتاب ، ٤ / ١٢٢.
(٣) له شوك ، اللسان ، سيل.
(٤) غير واضحة في الأصل.
(٥) الكتاب ، ٤ / ١٢٠ ـ ١٢١ وشرح المفصل ، ٩ / ٥٨ وشرح الشافية ، ٣ / ١٠ وشرح الأشموني ، ٤ / ٢٢٤.
(٦) في حاشية ابن جماعة ، ١ / ٢٤١ والإمالة ـ فيهما ـ أي في نحو : خاف وهاب نقلت عن بعض أهل الحجاز وفاقا لبني تميم ، وعامتهم يفرقون بين ذوات الواو نحو : خاف فلا يميلون ، وذوات الياء نحو : طاب فيميلون.