إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الكنّاش في فنّي النّحو والصّرف [ ج ٢ ]

كتاب الكنّاش في فنّي النّحو والصّرف [ ج ٢ ]

15/461
*

التقدير حتّى أنا أدخلها فلا تكون هذه الجملة خبرا لكان لخلوها من الضمير العائد على اسم كان ، ولفصل حتى بين اسم كان الذي هو سيري وبين ما وقع خبرا عنه من غير سبب ، وأمّا لو زدت شيئا يصلح أن يكون خبرا لكان (١) وقلت مثلا : كان سيري سيرا متعبا أو أمس حتى أدخلها ، جاز النصب والرفع ، فتكون حتى في النصب بمعنى إلى أن ، وفي الرفع حرف ابتداء أي حتّى أنا أدخلها ، وكذلك يجوز الوجهان إذا كانت كان في المثال المذكور تامّة فإنّها لا تحتاج حينئذ إلى خبر ويصير التقدير : وجد سيري حتى أدخلها بالرفع والنصب على الوجهين المذكورين في حتى وأمّا قولك : أيّهم سار حتى يدخل / البلد ، فيجوز فيه الرفع والنصب لأنّه لم يشك في السير وإنّما شكّ في السائر ويكون المعنى في الرفع : أيّهم سار حتى هو يدخلها ، وفي النصب : أيّهم سار إلى أن يدخلها (٢).

ذكر لام كي ، ولام الجحود (٣)

أمّا لام كي ؛ فمعناها معنى كي ، وينصب الفعل بعدها بتقدير أن ، وأمّا لام الجحود فهي لام لتأكيد النفي الداخل على كان كقوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)(٤) وينصب الفعل بتقدير أن بعدها كما قيل في حتّى ، والفرق بينهما وبين لام كي ، لزوم اختلال المعنى بحذف لام كي ، بخلاف لام الجحود لكونها زائدة (٥).

ذكر الفاء الناصبة للفعل (٦)

أمّا الفاء فتنصب الفعل باضمار أن بشرطين : أحدهما : أن يكون ما قبلها سببا لما بعدها ، والثاني : أن يكون قبلها أحد الأمور الستة وهي : الأمر والنهي والنفي

__________________

(١) بعدها تكرر قوله : لخلوها ... إلى : هو سيري ... وشطب الناسخ عليه وزاد بعد «لكان» كلمة «لفظا» ثمّ شطب عليها أيضا.

(٢) انظر شرح الوافية ، ٣٤٧ وشرح الكافية ، ٢ / ٢٤٢ وشرح التصريح ، ٢ / ٢٣٨.

(٣) الكافية ، ٤١٧.

(٤) من الآية ٣٣ من سورة الأنفال.

(٥) شرح الوافية ، ٣٤٧.

(٦) الكافية ، ٤١٧.