أي اضربن فحذف نون التأكيد الخفيفة ، وبقيت فتحة الباء دالّة عليها ، ولو لا ذاك لكانت الباء ساكنة لفعل الأمر.
وأمّا حذفها للوقف (١) فتحذف إذا لم يكن ما قبلها مفتوحا كما يحذف التنوين ، وإذا حذفت وجب ردّ ما كان قد حذف لأجلها ، فيرجع الفعل معربا على حسبه ، فتقول في هل تخرجنّ يا قوم : هل تخرجون بردّ الواو والنون ، وهذه النون نون الإعراب لأنّ نون التأكيد حذفت للوقف ، وكذلك إذا وقفت على هل تخرجنّ يا امرأة قلت : هل تخرجين كما قيل في هل تخرجون (٢) وأمّا نون التأكيد التي يكون ما قبلها مفتوحا ، فتقلب ألفا عند الوقف تشبيها لها بالتنوين كقولك في اضربن يا رجل : اضربا ، لتكون علامة التأكيد باقية بوجه مع كون الفتحة مناسبة للألف ومنه قوله تعالى : (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ)(٣) / وكذا قوله تعالى : (وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً)(٤) فإذا وقفت وجب أن تقف بالألف فتقول : لنسعفا وليكونا ، وإذا لقيت ساكنا بعدها حذفتها كقولك في اضربن الرجل : اضرب الرجل وتبقى الفتحة التي كانت قبل نون التأكيد لتدلّ عليها ، ولم يحرّكوها كما حرّكوا تنوين الأسماء فرقا بين ما يدخل الاسم وبين ما يدخل الفعل ، ليكون لما يدخل الأسماء على ما يدخل الأفعال مزية (٥) وقد وضعنا جدولا لجميع أمثلة نون التأكيد وهذه صورته :
__________________
(١) الكافية ، ٤٢٩.
(٢) شرح الوافية ، ٤٢٧ ، وانظر شرح التصريح ، ٢ / ٢٠٨ والهمع ، ٢ / ٧٩.
(٣) من الآية ١٥ من سورة العلق.
(٤) من الآية ٣٢ من سورة يوسف.
(٥) هنا انتهى كتاب شرح الوافية لابن الحاجب وانتهى نقل أبي الفداء منه.