جواب من قال : أنا آتيك ، قال الله تعالى : (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً)(١) وقريء في غير السبعة : وإذن لا يلبثوا بحذف النون للنصب (٢) ..
وكي : (٣) تنصب أبدا ومعناها أنّ ما قبلها سبب لما بعدها كقولك : أسلمت كي أدخل الجنة ، فإنّ الإسلام سبب دخول الجنّة ، وهي ناصبة للفعل المضارع عند الكوفيين وهو اختيار ابن الحاجب (٤) ، وذهب بعضهم (٥) إلى أنّ كي حرف جرّ فلا تدخل على الفعل إلّا بتقدير أن بعدها ، وردّ بأنّها لو كانت حرف جرّ لما جاز الجمع بينها وبين اللّام في نحو قولك : قمت لكي تقوم (٦).
ذكر إضمار أن
وأن تنصب الفعل مضمرة بعد خمسة أحرف وهي : حتّى واللّام والفاء والواو وأو.
ذكر حتّى (٧)
أمّا حتّى فإنّها حرف جرّ فإذا وقع بعدها الفعل المضارع فلا بدّ وأن تكون في تأويل الاسم ليصحّ دخول حرف الجرّ عليه ، ولا تكون بتأويل الاسم إلّا (بأن أو ما أو كي) ولا يستقيم تقدير ما لأنّها لا تعمل مظهرة فكيف تعمل مقدّرة ، ولا تقدير كي لفساده في مثل : سرت حتّى تغيب الشمس ، فتعينت أن فوجب تقديرها (٨) ، وإنّما
__________________
(١) الآية ٧٦ من سورة الإسراء.
(٢) قرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي خلافك بكسر الخاء وبألف بعد اللام ، وقرأ الباقون خلفك ، وهما لغتان بمعنى واحد ، وقرأ أبي وإذا لا يلبثوا بحذف النون وكذا هي في مصحف عبد الله ، انظر الكشف ، ٢ / ٥٠ والبحر ، ٦ / ٦٦ والتبيان ، ٢ / ٨٢٩ والنشر ، ٢ / ٣٠٨ وشرح المفصل ، ٧ / ١٦ وشرح التصريح ، ٢ / ٥٣٥.
(٣) الكافية ، ٤١٦.
(٤) في شرح الوافية ، ٣٤٦ «والصحيح أنها الناصبة».
(٥) سيبويه والبصريون. الكتاب ، ٣ / ٥ ـ ٧ وشرح الكافية ، ٢ / ٢٣٨.
(٦) انظر هذه المسألة في الإنصاف ، ٢ / ٥٧٠ وشرح المفصل ، ٧ / ١٨ ، والهمع ، ٢ / ٤ وقال ابن الحاجب في شرح الوافية ، ٣٤٦ بعد ذكره المثال ما نصه «فمتفق على أنها في مثل ذلك الناصبة».
(٧) الكافية ، ٤١٦ ـ ٤١٧.
(٨) بعدها في شرح الوافية ، ٣٤٦ فثبت أن النصب بها.