إمام الفرضيين ، العلامة ـ كما يقول الذهبي وعامة المترجمين له ـ كانت له معرفة تامة بالحساب والفرائض ، وله معرفة بالأدب واللغة ، وكان متمكنا من علم العربية. تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ، الفقيه الشافعي الشهير ، وسمع الحديث الكثير من جماعة. وكان مرضي الطريقة ، خيرا ، دينا صدوقا ، انتهت إليه الإمامة في الفرائض ، والأدب ، وكان يكتب الخط الحسن ، ويضبط الضبط الصحيح. شرح الحماسة ، وديوان البحتري ، والمتنبي ، والرضي ، وكان ينسخ المصحف الكريم ، ومات وهو ينسخ مصحفا ، وكانت له بنتان ، الكبرى رابعة ، وأم الخير فاطمة ، وكانتا من رواة الحديث والأدب. و (الخبري) نسبة إلى (خبر) ، وكانت قرية بنواحي شيراز ، بها قبر سعيد أخي الحسن بن أبي الحسن البصري ، كان أصله منها (٢٠).
وقد عني بجمع ديوان الشريف الرضي جماعة ، وأجود ما جمع الذي جمعه أبو حكيم الخبري (٢١).
ومما تقدم يبدو بوضوح : أن الخبري لم يكن بالجاهل الذي لا يميز الأصيل من المنحول ، ولا بالغر الذي ينخدع بقول هذا أو ذاك ، ولا يتفق مع الشريف في المذهب أو العاطفة حتى ينساق مذهبيا أو عاطفيا ، وهو عند المترجمين له ـ وكلهم ممن تثق بهم الأموية ، ويطمئن إليهم الإعلام الصدامي ـ من الثقة والصدق والأمانة في المحل الذي يأبى عن الكذب والافتعال ، ولم يبعد به الزمن عن عصر الشريف ، حتى يحول بينهما عبث الأيام!
وأنا لا أملك صورة من الأصل الذي اعتمد عليه الدكتور ، ولا النسخ التي جعلها مراجع لتحقيق الديوان ، لكن اختلاف التعبير في تلك التعاليق من
__________________
(٢٠) المنتظم : ٩ / ٩٩ ـ ١٠٠ ، معجم الأدباء : ٤ / ٢٨٥ ، الاكمال : ٣ / ٥١ ، الأنساب ٥ / ٣٨ ـ ٤٠ ، اللباب : ١ / ٤١٨ ـ ٤١٩ ، معجم البلدان : ٢ / ٣٤٤ ، إنباه الرواة ٢ / ٩٨ ، سير أعلام النبلاء : ١٨ / ٥٥٨ ، ابن كثير : ١٢ / ١٥٣ ـ وقد أخطأ في تعيين سنة الوفاة ، فذكر في غير محله ـ الأسنوي ، طبقات الشافعية : ١ / ٤٧١ ـ ٤٧٢ ، ابن هداية الله ، طبقات الشافعية / ١٧٢ ـ ١٧٣ ، السبكي ، طبقات الشافعية : ٥ / ٦٢ ـ ٦٣ ، بغية الوعاة : ٢ / ٢٩ ، شذرات الذهب : ٣ / ٣٥٣.
(٢١) إنباه الرواة : ٣ / ١١٥ ، ابن خلكان : ٤ / ٤١٦ ، شذرات الذهب : ٣ / ١٨٣.