آتوني بذنوب كأمثال الجبال لغفرت لهم ما لم يشركوا بى شيئا ولم يوالوا لي عدوّا. فلما سمع الشاب هذا منّى أمر لي بعشرة آلاف درهم ، وكساني ثلاثين ثوبا ، ثم قال : من أنت؟ قلت : من اهل الكوفة ، فقال : عربي ام مولى؟ قلت : عربي شريف ، قال : فكساني ثلاثين ثوبا في تخت وأعطاني عشرة آلاف درهم في كيس ثم قال لي أقررت عيني يافتى أقرّ الله عينك ولم يسأل عمّا سوى ذلك ولكنّه قال لي : يافتى لي إليك حاجة ، فقلت له قضيت إنشاء الله تعالى ، فقال إذا أصبحت غدا فآت مسجد بني فلان كيما ترى أخي الشقي ، قال أبو جعفر فو الله لقد طالت علىّ تلك الليلة حتى خشيت ان لا أصبح حتى أفارق الدنيا ، قال : فلما أصبحت أتيت المسجد الذي وصف لي وحضرت الصلاة فقمت في الصف الأول لفضله وإلى جانبي على يساري شاب معتم بعمامة فذهب ليركع ، فسقطت عمامته عن رأسه فنظرت إلى رأسه فإذا رأسه رأس خنزير ووجهه وجه خنزير ، قال ابو جعفر فو الذي احلف به ما أعلمت ما انا فيه ولا عقلت أفي الصلاة انا أم في غير صلاة تعجبا ودهشت حتّى ما أدرى ما أقول في صلاة إلى ان فرغ الامام من التشهد فسلّم وسلّمت ، ثم قلت له يافتى ما هذا الذي ارى بك؟ فقال لي فلعلك صاحب أخى الذي أرسلك لتراني قلت نعم ، فأخذ بيدي فأقامنى وهو يبكى بكاء شديدا وشهق في مكانه حتى كادت نفسه ان تقبض حتى أتى بي إلى منزله فقال لي : انظر إلى هذا البنيان فنظرت إليه ، ثم قال لي ادخل ، فدخلت ، فقال لي : انظر إلى هذا الدكان فقال لي : إنّى كنت رجلا اؤذّن وأؤم بقوم ، وكنت العن علي بن أبي طالب عليهالسلام بين الأذان والاقامة ألف مرّة وانّه لما كان يوم الجمعة لعنته بين الأذان والقامة فخرجت من المسجد ودخلت دارى هذه يوم الجمعة وقد لعنته أربعة آلاف مرة ولعنت أولاده ، فاتكأت على هذا الدكان وذهبت في النوم فرأيت في منافي كأنما انى في الجنة قد أقبلت ، فإذا علىّ فيها متكى والحسن والحسين عليهمالسلام معه متكئون بعضهم على