والإنصاف أنّه ، إن أريد بالأفضلية كثرة الثّواب فللتّوقف جهة ، وإن أريد كثرة ما يعده ذو والعقول من فضائل فلا «انتهى» وأقول : في الكل نظر ،
أما ما ذكره صاحب المواقف ، فلأنّه لا يخفى على من له أدنى عقل وتميز أنّ الكرامة والثّواب الذي هو عوض عن العبادة على وجه التعظيم ؛ ليس غير الفضائل والكمالات التي لا شكّ في أنها أكثر تحققا في عليّ عليهالسلام وبعضها كان مخصوصا به ، فلا معنى لأن يكون لغيره عزّة وكرامة وثواب أكثر أو مساو ،
واما ما ذكره من أنّ أبا بكر لما أسلم اشتغل بالدّعوة وأسلم على يده عثمان اه ففيه أنّ جميع من أسلم قبل الهجرة لم يزيدوا على أربعين رجلا ، أكثرهم قد أسلموا بدعوة رسول الله صلىاللهعليهوآله نفسه وعلى تقدير إسلام هؤلاء الخمسة بيد أبي بكر ، كيف يقال : إنه اشتغل بالدّعوة؟! فانّ هذا إنما يقال إذا أجاب دعوة الشخص جماعات كثيرة من الناس لا خمسة أو ستة بل لو صرّح أحد بذلك لا استهزئ به [لاستهزئ به ظ] ، وعلى تقدير تسليم استقامة ذلك فقد أسلم على يد عليّ عليهالسلام ألوف من العرب والعجم ومنها طوائف همدان (١) من أهل يمن بأسرها حتى روي
__________________
(١) قال القلقشندي في النهاية (ص ٣٥٢ ط بغداد) ما لفظه : بنو همدان بإسكان الميم بطن من كهلان من القحطانية وهم بنو همدان بن مالك بن زيد بن عوس بن ربيعة بن الجبار بن زيد كهلان إلى أن قال : قال في العبر : وديار همدان لم تزل باليمن من شرقيه ولما جاء الإسلام تفرق من تفرق وبقي من بقي باليمن ، قال : وكانت همدان شيعة أمير المؤمنين على بن أبى طالب رض عند وقوع الفتن بين الصحابة ، قال البيهقي : ولم يبق لهم قبيلة بعد تفرقهم الا باليمن إلخ.
أقول : وآل همدان ممن اشتهروا بالتشيع والتفانى في حب أهل البيت ومن مشاهيرهم الحارث الهمداني الذي خوطب بهذه الأبيات الشريفة :
يا حار همدان من يمت يرنى |
|
من مؤمن أو منافق قبلا إلخ |